لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مهجور (6).. مشاعر محجوبة (بروفايل)

10:11 م الخميس 27 أغسطس 2020

تعبيرية

كتبت- شروق غنيم:

منذ انتشار فيروس كورونا المستجد مطلع العام الجاري وتبدلت المعاني؛ صارت مفاتيح الأمان في الابتعاد، المسافة التي تفصلك عمّن حولك، حجبت أمارات الاشتياق والتعبير اليومي عن اللُقاء، لا عِناق أو سلام باليد، وكما فرغت أماكن بسبب غلقها لمحاصرة الوباء، هُجر معها الكثير من المشاعر.

حتى السلام بالأيد بقى شيء علينا جديد

غير اللي كان في داخل القلب قبل الأيد

(الشاعر: مرسي جميل عزيز)

كانت التعليمات واضحة؛ في التباعد الاجتماعي النجاة، لكن معها اهتزّت الصحة النفسية، وفُقد الكثير من الأمان والدفء، لم يعد في الإمكان وسط اجتياح موجة من القلق، أن يربط أحدهم على كتف رفيقه، أو تحضن الأم طفلها لتطرد عنه الخوف في عِز أكثر اللحظات احتياجًا.

في الشهور الأولى من اشتداد انتشار الفيروس عالميًا، كانت التكنولوجيا البديل؛ صار التواصل عبر الرسائل الإلكترونية أو المنصات التي تسمح باللقاء عن طريق الفيديو، غير أن ذلك لم يكن ليمنح دفقة مشاعر مثلما يلتقي اثنان في رحاب العناق، أو كما يقول عالم الأعصاب جيمس كوان "التكنولوجيا ليست بديلة عن اللمسة الإنسانية، العناق والإمساك باليدين تؤثر على الصحة، ويمكن أن تقلل الألم الجسدي".

اللقاء بعد غياب له جلال في النفس لكن في عهد كورونا ثمة حواجز تمنع اللحظة، لم يكن بُدًا من كبح مشاعر الاشتياق حينما عاد العالقين من الخارج إلى الوطن، لم يكن في استقبالهم "حُضن المطارات"، على العكس هربوا منه إلى عُزلة تحمي الأحبة من احتمالية الإصابة بالوباء.

لم يقوَ البعض على طول الجفاء، وفي سيرة المقاومة للبقاء فتشوا عن طُرق تمنحهم العناق بأحبائهم حتى ولو كانت منقوصة، فكانت الستائر البلاستيكية التي يتلحف بها الطرفان لجل لحظة واحدة من الاقتراب.

لم يعد الخوف كما سيرته الأولى مع بدايات الوباء؛ عادت بعض الأماكن إلى العمل مُجددًا ولكن بطاقة استيعابية أقل، فُتحت أماكن الترفيه، لم تعد العُزلة مُحكمة كما كان، دارت عجلة الحياة مُجددًا مع الحذر بالتباعد الاجتماعي وعدم التلامس، فظلت المشاعر الإنسانية مهجورة.

تابع موضوعات الملف:

مهجور (1).. السينما تكره الظلام لأول مرة (بروفايل)

مهجور (2).. المقاهي وأيام الملل الكبرى (بروفايل)

مهجور (3)- حيوانات الجنينة بدون ونيس (بروفايل)

مهجور (4).. فرح واتفض (بروفايل)

مهجور (5)..لما كان البحر أزرق (بروفايل)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان