لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية "الصخرة".. حديقة ومكتبة للأطفال مكان مقلب قمامة منسي ‬

06:06 م الأحد 30 أغسطس 2020

كتبت- هبة خميس:

منذ سنوات قليلة كان "شنودة عادل" يطوف في شوارع قريته ليقوم بتوعية الأطفال، من خلال القصص الكثيرة، عن الأخلاق والسلوك الجيد، ولم تكن تلك الجولات تشمل حدود قريته فقط بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، لكنها شملت القرى المجاورة. وبعد تلك الجولات والحملات -التي تحمل عبئها وحده- تجمع مع عدد من الأصدقاء ليكونوا فريق ليعمل مع الأطفال بالقرى، وأصبحت حملات التوعية حملات تنظيف كبيرة، ففي أول حملة تجمع عدد لم يتجاوز الخمسة أطفال لكنه تضاعف مع الوقت ليقارب المائة طفل.

"إحنا مؤمنين بالتعلم بالممارسة ومهما أٌقنعنا الطفل إنه لازم يحافظ على نضافة المكان.. مش هيكون زي ما يشيل بإيده وينضف المكان اللي هيلعب فيه" .

حملات التنظيف تلك كان يبدأها "شنودة" ورفاقه في جمع المواد الخطرة أولاً، ثم ينضم إليه الأطفال لتنظيف المكان واستمرت الحملات لمرتين في الشهر وفي كل مرة يقومون بتنظيف مساحة واسعة تتحول تلك المساحة لمسرح أطلقوا عليه "مسرح مقالب الزبالة " وهي تلك الأماكن التي كانت مقالب ضخمة للقمامة لسنوات، وفي تلك الأماكن يعرض "شنودة" مسرحيات كثيرة موجهة للأطفال و للأهالي.


"في مرة نضفنا ملعب بقاله 8 سنين مقلب زبالة، وطبعا فضلنا أيام ننضفه وبعدها عرضنا مسرحية حضرها حوالي 500 شخص من الأطفال والأهالي اللي انبهروا بتحويل المكان".

منذ ما يقرب من العام اتخذ شنودة وفريقه مقرا لهم ومكتبة في الوقت نفسه، وأطلقوا عليها اسم "مكتبة الصخرة" وفي بداية افتتاح المكان ضم حوالي مائة كتاب فقط، ومن خلال الجهود الذاتية وتبرعات الناس وصل عدد الكتب لخمسة آلاف كتاب، وتحت تصرفهم حديقة أنشؤوها بجهودهم لعقد الورش ومسرحا للعرائس وكذا الفعاليات للأطفال، لكن انتشار كوفيد 19 أثر كثيراً على مشروعهم، فأغلقوا المكان وقاموا بعمل حملات لتوعية الأهالي بمخاطر العدوى، ووزعوا أشغال فنية وأدوات رسم على الأطفال في المنازل خشية نزولهم الشارع وإصابتهم بالعدوى.

مع عودة الحياة لطبيعتها فتح "شنودة" وفريقه المكتبة والحديقة مرة أخرى، مع الوضع في الاعتبار بأخذ إجراءات التباعد الاجتماعي والحفاظ على ارتداء الكمامات ووجود المطهرات بشكل مستمر، لكن ما ينتظره "شنودة" هو الحصول على التصريحات التي تقنن وضع المكان كجمعية أهلية تعمل في التنمية المجتمعية ليتمكنوا من الحصول على الدعم المادي اللازم الذي يمكنهم من التوسع في الأنشطة وتغطية أكبر عدد من القرى.

"في بداية المشروع قابلنا سخرية كبيرة جدا وإحباط من معظم الناس، لكن بعد تلات سنين من العمل مع الأطفال بقى نفسنا نطبق مشروعنا في كل القرى، لأنه هو ده اللي بيأثر في المجتمع وبيغيره للأفضل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان