لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"وجه بيروت انطمس".. كيف كاد محمد أن يفقد حياته داخل مقر عمله؟

02:57 م الأربعاء 05 أغسطس 2020

شارع الحمراء ببيروت

كتبت-دعاء الفولي:

قبل أيام، كان محمد حديد يتحدث لصديق، يستعيدان كيف تكالبت الأزمة الاقتصادية وفيروس كورونا على لبنان "كنا بنقول إنه البلد خربان وإنه ما فيه أصعب من هيك بيصير". بالأمس كان مُدرب ألعاب القوى يمارس عمله داخل صالة رياضية بشارع الحمراء، حين بدأت الأشياء تتطاير من حوله، كاد الزجاج أن يصيبه، يركض الناس بجنون، الدخان كثيف، أصوات الإنذار تدوي، واستغاثات تأتي من المحيط، وقتها فقط أدرك أن الأسوأ حدث.

منذ 3 سنوات، يعمل حديد مُدربًا، يتذكر صاحب الـ29 عامًا قصص أهله عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأن الانفجار هزّ الأرجاء "لكن المرعب إنه بالبيت عم يقولولي هايدا الانفجار أسوأ بكتير.. يمكن حتى أسوأ من حرب 2006".

كان حديد أنهى فترة الراحة الخاصة به، قبل أن يعاود عمله في الطابق الثاني من الصالة "كنت واقف مع عميل قبل ما بلشنا نشعر بهزة شديدة"، لم يحصل الشاب على وقتًا كافيًا ليلتقط أنفاسه "ثواني والانفجار كأنه عنا بالصالة.. كل شيء تكسر.. الأوزان ياللي ما بيقدر الناس تشيلها الانفجار طيّرها"، تتكون واجهة الصالة من زجاج بطول ستة أمتار "كل هايدا سقط على الأرض في لحظة.. اتدفشت (اتحطمت) دفش"، شاهد الشاب بعينه بعض أجهزة الصالة تتحرك من مكانها "كأنه ساحر عنده قوة خارقة"

في تلك اللحظة، عم السكون المكان، لكن حديد لم يكن واثقًا مما يحدث، اتجه لأقرب عمود بالطابق "وقفت وضهري ليه لحتى ما يسقط عليا شيء"، وعندما استعاد قوته، رفع هاتفه وبدأ يُسجل حجم الضرر "فيه زميلتين اتصابوا والباقي عنده خدوش بسيطة.. هايدا فضل من الله"، إذ جرت العادة أن يكون موظفو الصالة قريبين من الواجهة الزجاجية لاستقبال القادمين، أخذ الشاب جولة داخل المقر المتحطم، قبل الخروج للشارع "كل هايدا معتقد إنه شيء متعلق بينا فقط مش ببيروت".

ما أن خرج حديد للشارع حتى أفزعه المنظر، فالصالة الرياضية تتواجد داخل مبنى فندق "النزلاء عن جد كانوا بيركضوا في الشارع ما فاهمين شي"، سمع الشاب أن الانفجار أتى من مرفأ بيروت، تذكر عائلته وتذكر صديقه المقرب "كلمت أهلي واتطمنت عليهم والحمد لله البيت به بعض الضرر البسيط"، أما صديقه الذي يعمل في المرفأ، فُكتبت له حياة جديدة إذ غادر المكان قبل نصف ساعة مما حدث "كل أصدقائه اللي انصاب واللي توفي.. ما عاد فيه مرفأ ولا شي".

حدث الانفجار حوالي السادسة والربع مساءً، لكن حديد لم يعد لمنزله قبل الثامنة والنصف، فإصابة إحدى زميلاته جعلته يوصلها إلى المنزل، قبل أن يأخذ جولة بالمدينة "احنا كنا بنتباهى بشارع الحمرا وبجمال بيروت.. نقول عنه زي دول اوروبا، إذا حدا شافه الآن يصعب عليه". لا يعرف الشاب مصير عمله "هنضلنا قافلين فترة أكيد لحتى يحصروا الخسائر"، يمتن أن ما حدث لم يطل جسده ولا جسد من يُحب، لكنه يتمنّى ألا تتضاعف الأزمة الاقتصادية التي يعانون منها بالفعل.

صورة-1

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان