لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رمم منازلها ومات على أرضها.. كيف انتهت حياة مهندس فرنسي في انفجار بيروت؟

01:51 م الجمعة 07 أغسطس 2020

المهندس الفرنسي جان مارك بونفيس


كتبت-هبة خميس:

في صباح الخامس من أغسطس تناول المهندس الفرنسي جان مارك بونفيس إفطاره مع صديقه "جوزيف الهاروني" الذي يعمل معه بالجامعة، كان يسكن جان مارك ببناية "east villige" في حي الجميزة المطل على مرفأ بيروت والتي صممها بنفسه وحاز التصميم على عدة جوائز معمارية. بعد إفطاره فضل "بونفيس" الجلوس في المنزل وحينما اشتعل حريق المرفأ تابعه من شرفته لينقل الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم حدث الانفجار وانقطعت أخباره.

بعد عدة ساعات نعت وزيرة الثقافة اللبنانية "روزلين باشلو" المهندس "جان مارك بونفيس"، الذي أصبح ضمن ضحايا الانفجار الذي هزّ لبنان الثلاثاء الماضي وخلف آلاف الضحايا.

"جان مارك خسارة كبيرة لإلنا لأنه كان فنان و شخص خلوق ومبتكر واتوفى بطريقة مأساوية ،هو ظل في بيروت بالرغم من كل الظروف الاقتصادية السيئة ما تركها مثل آخرين".. يقول ريان مخلوف، أحد تلامذة المهندس الراحل.

بين جدران جامعة الألبا المعمارية ببيروت تعرف "مخلوف"على أستاذه "بونفيس"، تعلم على يده الفكر التقدمي بالهندسة وضحك كثيراً على دعاباته وأحب فيه ذهابه عكس التيار السائد فكان يتحدى الأساتذة التقليديين وينمي في طلابه روح التجريب.

في يوم الانفجار كان "مخلوف" في بيت عائلته بمنطقة الجبل بعيداً عن وسط بيروت لكنه سمع الانفجار عبر الهاتف أثناء حديثه مع صديق، استقل والد "مخلوف" السيارة ليطمئن على باقي العائلة لكن أوقفهما سماع خبر رحيل جدته في الانفجار بعد ساعات علم بوفاة "بونفيس" عن طريق صديق زاره ليطمئن عليه بعد الانفجار فوجده بين الركام مازال حي، وبعد نقله للمستشفى توفى.

في العام 1970 تعرف والد "كريم بيضون" على "بونفيس" لتصميم بيت له في منطقة الجبل ببيروت، فبدأت الصداقة بين الطفلين "كريم" و"جان"، يلعبان سوياً في معدات آبائهم وبالمنطقة التي يعمل بها الوالدان سوياً، حينما قامت الحرب الأهلية بلبنان عام 1975 غادر الوالد بطفله "جان " لبلده فرنسا لسنوات بينما ظل "بيضون" في لبنان يتبادلان المراسلات لسنوات، وفي مطلع التسعينيات عاد الوالد بابنه بعد طلاق أدى لتأثر الشاب "جان" نفسياً كثيراً لكنه فضل السكن مع والده بلبنان، حيث افتتح والده مكتبه المعماري مجدداً وعمل الشاب مع والده ليتلاقى مع صديقه القديم "بيضون" الذي يعمل في مجال المعمار والبناء.

عمل الشابان سوياً في نفس المجال ومع الوقت بدأت موهبة "بونفيس" في الظهور والتميز عن فكر والده المهندس التقليدي وبدأ بفرض نظرياته التقدمية في العمل، فصنع بصمة خاصة به في التصميمات وهو مازال شابا، واختير ضمن فريق المستشارين لمعارض كثيرة مع وزارة الثقافة اللبنانية، وخلال عدة سنوات ساعد "بونفيس" في إعادة اعمار بيروت بعد حرب تموز 2006 وحصل على عدة جوائز عن تصميماته والابتكار وإدخاله مواد جديدة في البناء الواحد.

لكن في عام 2009 رحل "بيضون" إلى أمريكا وظل "بونفيس" في بيروت فافترق الصديقان وظلا على تواصل وحينما قدم "بيضون" لبيروت في آخر إجازة منذ أشهر قليلة لم يتمكنا من التلاقي بسبب الحظر وانتشار كوفيد 19.

رغم رحيل المهندس، لكن سيرته ظلت حية بين أصدقائه، يتذكرونه في أحاديث خاصة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يروون عن علاقته ببيروت "كانت قوية جداُ وكان بيحبها وعنده طموح طول الوقت بالمعمار وما كان يترك بيروت أبداً" حسبما يقول "مخلوف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان