"انقطعت أخبارهم لمدة ساعة".. كيف تواصل فلسطيني مع أهله بعد انفجار بيروت؟
كتبت-رنا الجميعي:
لحظات ثقيلة مرّت على طه يونس، قرابة الساعة لم يكن يعلم مصير أهله ببيروت، حين وقع انفجار المرفأ، مساء الثلاثاء، كان يونس الفلسطيني يبدأ دوامه كمنتج أخبار في العاصمة الإنجليزية، لندن، "نفسيًا كنت راح انفجر، ناطر أي خبر عنهم".
مر الوقت بصعوبة، وقتها ظلّ يونس يحاول أن يُشغل نفسه بالعمل، ولسخرية القدر كان عليه أن يغطي أخبار الانفجار، الذي لا يدري هل أسرته وقعت ضمن ضحاياه أم لا، في البداية تمكّن الشاب من الاطمئنان على أخته ووالدته "كانوا بعيد بالجبل"، لكن السيارة التي قدموا بها من بيروت إلى منطقة الجبل راحت في الانفجار "كان السائق راكن السيارة بالقرب من الانفجار"، ولم يكن بها أحد.
ظلت الأسرة قرابة الساعة لا تعلم مصير شقيقة يونس الأخرى وعمته "فقدنا الاتصال بهم"، خلال ذلك الوقت كان يونس يعمل ويتواصل مع والدته عن طريق "الواتساب"، وبعد ساعة ردّت شقيقته لتخبرهم بأنها أصيبت وعمّتها، حيث جلسا بأحد الكافيهات في منطقة الجميزة القريبة من الانفجار "والكافيه كله اتدمر"، غير أنه حمد ربه حين علم أن إصاباتهما كانت متوسطة، وذهبا للعلاج بمستشفى مخيم البراجنة الذي تعيش فيه الأسرة، وقد فتحت المستشفى أبوابها للجميع "كانوا الحالات معظمها لبنانيين"، نظرًا لاكتظاظ مستشفيات بيروت بضحايا الانفجار.
صار يونس مشتتا بين عمله والاطمئنان على أهله، لا يُجدي في تلك الحالة التواصل فقط، بُعد المسافات قاتل، شعر بالصدمة جراء خبر الانفجار، لم تكن بيروت بالنسبة له مدينة عادية، كلاجئ فلسطيني تعتبر هي مدينته الثانية بعد عكا "صحيح بفكر أرجع على عكا، بس بيروت هي الطريق اللي بيودي على فلسطين"، لأن بيروت هي البلد التي استقر فيها مع أهله لمدة 25 سنة، حيث وُلد فيها، بعدها تنقل بين عدة مدن حتى استقر في لندن.
كانت بداية دوام يونس مساء الثلاثاء الماضي كارثية، لم يكن يعلم بأي حال كيف سينتهي ذلك اليوم، لكن بالنسبة له فقد انتهى بشكل معقول مقارنة بالبداية، فقد اطمئن على أهله، وتم إسعاف أخته وعمته اللذان خرجا من المستشفى في حالة جيدة، فيما بقى يدعو للمدينة التي يُحبها "بيروت هي مدينتي، هي أول مكان رجعتله بعدما الطيران فتح".
فيديو قد يعجبك: