"بالعربي عجلة".. ورشة تصليح "أونلاين" لمساعدة أصحاب الدراجات

كتبت-دعاء الفولي:

دون ترتيب بدأ الأمر؛ حينما كتب أحدهم على مجموعة عبر موقع فيسبوك يسأل عن كيفية إصلاح دراجته الهوائية، وقتها بادر المهندس محمد وحيد بمساعدته، صوّر له فيديو قصير، يشرح فيه كيفية تخطي العُطل، وما هي إلا أيام حتى اتصل به الشاب ليشكره "وبعدها لقيت الفيديو بتاعي موجود على صفحات كتير والناس معجبة بيه"، حينها طرأت لوحيد فكرة "ناس كتير لما العجلة بتبوظ فيها حاجة بسيطة بترميها، فليه منساعدهمش؟"، صنع المهندس سلسلة فيديوهات بعنوان "بالعربي عجلة".

كان ذلك عام 2016، بدأ وحيد الفكرة بإمكانيات بسيطة داخل غرفته بالمنزل، صوّر حتى الآن حوالي 46 فيديو، رفقة صديقين "أدوارنا متوزعة بين السكريبت والتصوير والمونتاج".

طالما أحب وحيد رياضة الدراجات، تعود إصلاح دراجته الشخصية كلما أصابها عُطل "حتى لو باظت مني مش مشكلة بس مكنتش بروح لحد"، وحينما أتقن الأمر بدأ بمساعدة أصدقائه، تابع مقاطع مصورة كثيرة عبر الإنترنت "ومكنش فيه منها بالعربي خالص للأسف"، لذا كانت السلسلة باللغة العامية البسيطة.

رسائل كثيرة تصل لوحيد متعلقة بالدراجات "العجلة كلها فك وتركيب صحيح لكن فيها أجزاء معقدة ودا اللي بيعاني منه ناس كتير"، يحاول مهندس الإنشاءات تبسيط المعلومات، يصنع فيديوهات أحيانًا تتحدث عن أفضل الدراجات الموجودة في السوق للهواة والمحترفين، يتحدث أيضا عن خوذات الأمان وكيفية استخدامها بصورة منضبطة.

خلال السنوات الماضية، تعطل مشروع وحيد "ساعات بسبب انشغالنا احنا في امتحانات أو دراسة"، وأحيانا بسبب عدم وجود مكان ثابت للتصوير، فبين منازل الأصدقاء الثلاثة يتم التصوير، كما تكفلوا بثمن المعدات التي يستخدمونها، لذا حاولوا البحث عن راعي لمشروعهم، لكن باءت محاولاتهم بالفشل "عشان كل سبونسر عايزنا نعلن عن منتجات بعينها ودا مش هيخلي الناس تستفيد"، إذ قرر أصحاب "بالعربي عجلة" من اليوم الأول أن تكون الفيديوهات بشكل مجاني تمامًا للمتابعين.

لم يتوقف مجهود وحيد عند ذلك، يترك المهندس رقم هاتف على الصفحة للرد على استفسارات المتابعين بخصوص الدراجات، عبر ذلك الهاتف، جاءته عشرات الإشادات بما يقدمه "بعضها من دول عربية"، لم يُدرك حجم الاهتمام بصفحته "لحد ما فيه ناس وقفتني مرة واتنين جوة محلات العجل وانا بتفرج وبيقولولي إننا متابعينك"، فيما يتذكر ذلك الطفل الذي طلب التقاط صورة معه "وكان مسمّيني عمو عربي".

يعمل وحيد على تطوير مشروعه "بنحاول يكون عندنا استديو نسجل فيه"، يسعد بالأثر الذي تركته الفيديوهات، فيما يتعلم هو شخصيًا الجديد في عالم الدراجات يوميا.