غيرت الأمومة مسارها.. "رانيا" تصنع مشغولات يدوية من الحبال
كتب- محمد مهدي:
عندما انضمت "رانيا أحمد" إلى عالم الأمومة، كان عليها الاستقرار في بيتها لفترة، تاركة خلفها سنوات من العمل في مجال التسويق ودنيا الإذاعة حيث عملت كمذيعة في "راديو" أونلاين، لذلك حاولت استغلال تلك المرحلة في العودة إلى شغفها القديم بإعادة تدوير الأشياء غير المستغلة الذي تحول مع كثير من الجهد إلى مشروع لتنفيذ مشغولات يدوية بديعة، كما تقول عنها رانيا لمصراوي "اتعلمت كل حاجة بشكل ذاتي، لحد ما وصلنا لمكانة فخورة بيها".
تعود البداية إلى فترة الحمل، لم ترغب "رانيا" في الاستسلام للملل "بدأت أرجع واحدة واحدة للفنون والمشغولات اليدوية اللي كنت بحبها زمان" اعتمدت على نفسها في التعلم "مفيش طرق تعليمية على الإنترنت كافية، فقررت اجرب كل خامة بنفسي وأشوف هيطلع منها إيه" شعرت بسعادة بالغة خلال تنفيذ المشغولات اليدوية "بس حسيت إني عايزة اشتغل بخامة واحدة بحبها".
عشق والدها للأخشاب انتقل إليها "لكن شوفت إنه صعب أشتغل على الخشب وأنزل الورش أثناء الحمل" بحثت عن خامات مشابهة حتى استقرت على ألياف الجوت "الحبال كانت الخامة الأقرب للخشب في الريحة واللون والملمس الطبيعي" بحثت عنها كثيرًا حتى عثرت على كميات قليلة منها "وبدأت أعمل تصميمات لمنتجات صغيرة عشان أشوف النتيجة" في الوقت نفسه غرقت في بحور تلك الخامة "أدرسها وأقرأ عنها وأجرب أكتر من طريقة في استخدامها وأنفذ بيها تصميمات أكتر ".
تعلقت بها "رانيا" خاصة عندما علمت تاريخ "الحبال" مع القدماء المصريين واستخدامه في كثير من نواحي الحياة عندهم "ولقيت ردود فعل طيبة من الأصدقاء والمعارف حولين الشغل اللي بعمله" تحمست بعد إنجاب طفلتها في استكمال الطريق "ولقيت النوع دا له قيمة في الهند ودول شرق آسيا بشكل عام، قولت ليه احنا في مصر متستغلش الخامة دي زي بره رغم إننا اللي بدعناها" تذكرها رانيا بحماس.
مع الوقت ذاع صيت "رانيا" وأعمالها المميزة، خاصة بعد تدشين صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لعرض المشغولات اليدوية التي تصنعها في بيتها من الحبال، قبل أن تطلق على مشروعها اسم tayets "اخترناه على اسم (تايت) إلهة النسيج عند القدماء المصريين" وركزت جهودها على صناعة السلال "سواء للزرع أو الديكور أو التنظيم" فضلًا عن السجاجيد التي تحتاج إلى مجهود كبير وحرفية عالية كما تؤكد "رانيا" فضلًا عن معلقات الحائط.
لم تضطر "رانيا" إلى السير وحيدة، كان زوجها "خالد عبدالقادر" برفقتها دائمًا، تتذكر حينما تلقت طلبات عديدة على المشغولات اليدوية التي تصنعها وظلت تعمل لنحو 20 ساعة يوميًا "كان شايل عني حاجات كتيرة، وقدر يوفرلي الأجواء اللي أشتغل فيها، هو له فضل كبير في كل شيء بحققه" يرعى الزوج تجربتها بعناية واهتمام حتى أنه ترك عمله في مجال التسويق لمساعدتها في الاستمرار وتطوير مشروعها حتى تتمكن من تحقيق طموحها.
في الآونة الأخيرة تعمل "رانيا" على منتجات جديدة "بنطور التصميمات اللي بنعملها عشان تبقى جاهزة الفترة الجاية" تتمنى الفنانة الشابة أن تصل أعمالها إلى البيوت المصرية "تساعد الناس إنهم ينظموا بيتهم بطريقة مختلفة وذوق يتناسب مع طبيعتهم" فيما تحلم بأن يصل مشروعها إلى السوق العالمي "ونقدر نصدر بره ونوريهم إن الخامة المصرية أحسن بكتير من الخامات التانية".
فيديو قد يعجبك: