لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ولادة في الجوّ.. قصة إنجاب "نانسي" في طائرة متجهة من القاهرة إلى لندن

05:38 م الجمعة 18 سبتمبر 2020

كتبت-هبة خميس:

لم يكن في ذهن الطبيب "معتز فتحي" وهو عائد من إجازة قصيرة في مصر أن تكون رحلته الجوية إلى انجلترا محملة بذلك القدر من المشاعر؛ ففي منتصف الرحلة تقريباً أعلن الطيار عبر الميكروفون عن حاجتهم لطبيب بشكل عاجل، تساءل فتحي -المتخصص في طب حديثي الولادة- عن السبب قبل أن يذهب ليستكشف الأمر.

"لقيت الأم بتتألم ومعاها طبيب كلى عربي، فحاولت أهديها علشان أتأكد إذا كان دة ألم ولادة ولا ألم ولادة كاذب".. أدرك وقتها أن الأم على وشك الولادة فشرع لسؤال والدتها المصاحبة لها عن تاريخها المرضي ومتابعة حملها وطرح الكثير من الأسئلة ليعرف أن الأم عمرها ثمانية عشر عاماً وتلك أول ولادة لها.

أثناء ذلك ساعد طاقم الطيارة في نقل الأم لمطبخ الطيارة، لتظل في وضع الولادة مع الاهتمام بغلق الستائر أمام باقي الركاب كي تشعر الأم بالراحة، وبعد عمل الفحص تبين "فتحي" أن الجنين سيصل قريباً وتزايدت آلام الأم فأبلغ قائد الطيارة بضرورة الهبوط الاضطراري في أقرب مطار.

بعد قليل وعلي يده وصلت الطفلة "نانسي" التي أسمتها أمها على اسم المضيفة التي احتضنتها فور وصولها كي يتفرغ الطبيب للأم "البنت خرجت سليمة وصحتها كويسة هي والأم قبل وصول الفريق الألماني اللي أول ما وصل انبهر باللي حصل وبإتمام الولادة".

ذكريات كثيرة مرت أمام عين "فتحي" أثناء الولادة، فيتذكر حالات الأطفال العاجلة التي اضطر لنقلها بنفسه على أجهزة التنفس لإنقاذ حياتهم والمواقف الصعبة أيام ثورة 25 يناير بسبب الانفلات الأمني وصعوبة خروج سيارات الإسعاف أحياناً، لكن الفخر الذي صاحبه طغي على مشاعره فبعد سنوات طويلة في الخارج استطاع العمل بمستشفيات جامعة بريستول، كما أنه مؤمن بمهارة الطبيب المصري التي تتغلب على الصعاب، حيث يضيف "أنا في العزل كإجراء وقائي حالياً في انجلترا لكن زملائي احتفوا بيا جدا عالسوشيال ميديا وكانوا فخورين باللي حصل وأنا سعيد لإني درست واتدربت في مصر وفخور لأن أي طبيب مصري في مكاني كان هيعمل كدة". وستقوم شركة مصر للطيران بتكريم الطبيب "فتحي" الذي سيحضر بدلاً منه والده "فتحي عامر" الضابط السابق بالقوات المسلحة والأستاذ بجامعة القاهرة.

بالنسبة لركاب الطيارة كان الموقف مختلف تماماً ففي وسط الرحلة وبعد إعلان قائد الطيارة الهبوط الاضطراري في مطار ميونخ، وفور رؤيتهم للأم التي ينقلها الطاقم لمطبخ الطيارة، بدأ الركاب بالتحرك السريع. في ذلك الوقت كان "خالد العشماوي" الدكتور في إدارة الأعمال، يتساءل عما يحدث ثم انضم سريعاً للسؤال عما يلزم الطاقم والطبيب للمساعدة "بعض الركاب اتحركوا وجابوا شنط الاسعافات الأولية، ومنهم ناس فرشت البطاطين في أرضية المطبخ، وناس تانية تتطمن وتسأل طول الوقت يقدروا يساعدوا بإيه"، يقول "العشماوي".

حالة من التعاون سادت الطائرة كما يراها "العشماوي" الذي يعتبر أول من وثق الموقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فانقلبت رحلته القصيرة للعمل في انجلترا لرحلة حافلة بسبب انتشار الخبر إعلامياً.


ربما لم يكن الموقف اعتيادياً بالنسبة لركاب الطائرة، لكنه لم يكن الأول بالنسبة لإحدى موظفي مركز العمليات الجوية بمصر للطيران -تحفظ على ذكر اسمه- والذي قابل منذ أسابيع موقفاً مشابهاً لرحلة متجهة لنيويورك وهبطت الطائرة اضطرارياً في مدريد، فيما يقول "كابتن الطيارة بلغنا قبل الولادة بساعتين إن فيه حالة ولادة عالطيارة واحتمال يعمل هبوط اضطراري، فاخترنا ميونخ لأنها في الطريق وفيها محطة خدمة لمصر للطيران".

ومع مرور الوقت والمتابعة مع طاقم الطائرة ووصولها مطار ميونخ، علم موظفو المركز بتفاصيل الحالة بالكامل وولادة الطفلة وسلامتها وتناقلوا تلك التفاصيل بسعادة، إذ تولت الشركة الموقف بشكل جيد حتى استكمال الرحلة ووصول الطائرة لوجهتها في مطار هيثرو بلندن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان