إعلان

"بنات النيل".. منحوتات تحكي تاريخ المرأة في معرض فني

08:34 م الأحد 20 سبتمبر 2020

معرض بنات النيل


كتبت- شروق غنيم:
بلهفة استقبل منظموا معرض "بنات النيل" افتتاحه، بعد تأجيل دام ستة أشهر، الحدث الذي يحكي عن المرأة بفن النحت كان من المفترض أن يُقام في مارس الماضي لكن تعذر ذلك بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. وداخل مقعد السلطان الأشرف قايتباي انتشرت المنحوتات بأفكارها وخامتها المتعددة.
لم يكن يعلم منسق المعرض النحات عمر طوسون كيف سيبدو حفل الافتتاح، زاره عدد من السيناريوهات المختلفة بعد 6 شهور من التأجيل "خوفت إن الناس متجيش بسبب القلق أو التعود إنهم في البيت"، لكن العكس ما حدث على أرض الواقع الاثنين الماضي "كان في ناس جاية ومتحمسة تشوف فن بعد الفترة دي كلها، لدرجة إننا قسمناهم مجموعات عشان القاعة متبقاش مليانة ولتطبيق التباعد الاجتماعي".

وكان المعرض ضمن فعالية "الفن في زمن كورونا"، وذلك في أول حدث فني وتشكيلي وغنائي، يقام بمقعد السلطان قايتباي، وبحضور الفنانين المشاركين ومنسقي العروض منهم الفنان والنحات عمر طوسون، والفنان د. أشرف رضا الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بالزمالك ، رئيس مجلس إدارة أراك للفنون، وبحضور المعمارية "أجنيشيكا" مدير مكتب "أركينوس".
حوالي 15 فنان وفنانة شاركوا في معرض "بنات النيل"، تراصت أعمال النحت في جنبات المكان "كانت أفكار متنوعة بتعبر عن المرأة، وكمان خامات مختلفة من البرونز والأحجار والفخار ومواد معاد تدويرها".
من بين المنحوتات برز عمل ثلاث طالبات من كلية فنون تطبيقية قسم زخرفة، إذ ابتكرن عمل فني من السلك والحديد لتُصبح خامتها مختلفة عما قُدم داخل المعرض مثلما تقول دكتور إيمان البنا، أستاذة في كلية فنون تطبيقية "باقي الشغل كان نحت بالطريقة الكلاسيكية لكن الـ3 بنات قدروا يورونا شغل بخامة جديدة ومختلفة على فن النحت عمومًا".

1

طيلة شهرين عكفت روان عباس، فاطمة حسام ونوران ديبان على إتقان المنحوتة، تقول روان إن الهدف من استخدام الخامات المختلفة "السلك والحديد طريقتنا لتحية للستات اللي بيتعبوا كتير لكن مبيلاقوش حد يقدرهم"، إذ رابطت الطالبات في تشكيل كل خامة "جيبنا 6 كيلو سلك وقصينا وشكلنا كل حاجة بإيدينا، وكنا حابين نتعب في أدق التفاصيل لإن ده هيوصل رسالتنا".
فيما كان وراء العمل المشارك بمعرض "بنات النيل" فسلفة أخرى "كنا عايزين نعمل حاجة بتعبر عن رؤيتنا إحنا للستات في المجتمع وإزاي الستات مش هما اللي بيقولوا حكايتهم بنفسهم لكن دايمًا في حد بيتكلم نيابة عنهم"، لذا خرج الشكل على هيئة مزيج بين جناح طائر وجسم ممتلئ "شكله قوي ويخوّف، كنا حابين نعبر عن قوة الستات وحريتهم".

2

في الافتتاح شعرت الثلاث فتيات بالسعادة "كانت الناس منبهرة بالشغل وحجم المنحوتة كان بيخطف العين وكله بييجي يسألنا عنها"، فيما أخذ طفل صغير يدور حول التمثال ببهجة "كل الردود البسيطة بتهون علينا التعب والرحلة من أول ما بنحط تصميم العمل للآخر"، لكن الفنان بيشوي نادر الذي يشارك لأول مرة في معرض، لم يحظَ بتلك اللحظة.
لظروف إدارية لم يتمكن الفنان من حضور الافتتاح، لكن امتلأ سعادة لأن عمله وسط المعرض. قبل عامين بدأ بيشوي التعمق أكثر في فن النحت وتطوير مهاراته، بينما يعمل بشكل أساسي كموظف حكومي "لما شوفت إعلان المعرض أول حاجة جت في دماغي فكرة عن المرأة ودورها في التاريخ"، نفذ الفنان المنحوتة خصيصًا للمعرض.
حينما انتهى من العمل كان سعيدًا بما قدمه "فكرة المزيج ما بين الإيد اللي بتكتب التاريخ واللي بتشقى في صنع تفاصيل مختلفة"، انتظر لحظة عرضها داخل المعرض لكن تم تعليقه حينها بسبب انتشار فيروس كورونا لأجل غير مسمى، ومن وقتها انتظر بيشوي لحظة العودة، لذا ينوي الفنان السفر من بلده سوهاج إلى القاهرة خلال ختام المعرض في آخر شهر سبتمبر الجاري، خاصة بعدما تلقى إشادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عمله صانعة التاريخ.

3

فيديو قد يعجبك: