بطل× كتاب| "إليانور" في أحسن حال بفضل الحب والصداقة

كتبت-هبة خميس:

من بين الكثير من البطلات تبدو "إليانور أوليفانت" الأكثر إلهاماً فيهن، استوحت الكاتبة "جيل هونسمان" بطلتها من فكرة مقال يدور حول الوحدة وشهادة لفتاة في العشرين من عمرها وحيدة وكيف تنقضي أيامها بعيداً عن العمل، فتجسدت للكاتبة شخصية "إليانور" المختلفة تماماً عن معظم الفتيات في سنها نهاية العشرينات.

صدرت رواية "إليانور أوليفانت في أحسن حال" عام 2018 وتعتبر الرواية الأولى لكاتبتها ورشحت لجائزة الخيال البريطانية لعام 2018، وترجمت الرواية للغات عدة وصدرت الترجمة العربية نهاية عام 2019 عن دار بلومزبيري للمترجم والكاتب "محمد عبد النبي"، ومن المتوقع أن تتحول الرواية لفيلم بطولة الممثلة الأمريكية "ريز ويزرسبون ".

تدور أيام "إليانور" على وتيرة واحدة بين المكتب ووظيفتها الحسابية المملة وأيام العطلات التي تتسرع من إيقاعها عن طريق الفودكا، تستيقظ صباحاً لترتدي ثياب مملة وتترك شعرها مفروقاً من المنتصف وطويل على نفس شكله وترتدي حذاء عملي وتحمل حقيبة واسعة، تتناول إفطارها في المكتب وهي تسمع سخرية زملائها بشأن الندوب التي على وجهها ويديها، لكن عقل "إليانور" كان مختلفاً، تحكي الرواية من وجهة نظرها فتبدو مقنعة أكثر تلك الأشياء التي نتعامل معها على أنها بديهيات بينما هي أفعال تتسم بالحماقة.

يبدو ماضي "إليانور" ضبابياً لا نعلم منه طوال الرواية شيئاً سوى ندوبها الظاهرة ومكالمة أمها كل يوم أربعاء وهي تؤنبها على أبسط الأشياء وتهينيها، نعلم مع الوقت تنقلها الدائم بين بيوت الرعاية وتوليها زمام أمرها منذ الصغر، إلا أن حدثًا يقع يغير مسار أيامها.

تلتقي "إليانور" برجل يبهرها ويقلب حياتها رأسها على عقب، تتحول الشابة لشخص يحب التسوق وتذهب لصالونات العناية بالبشرة والشعر، تتخذ أصدقاء وتذهب للحفلات ليختل إيقاع يومها الممل وتدرك إمكاناتها الكثيرة واختياراتها الواسعة في الحياة، لتعلم في النهاية بأنها أصبحت في أفضل حال ممكن بفضل الحب والصداقة التي كشفت لها ماضيها ومأساتها الخاصة.