من شوارع المنيا.. مبادرة لتشجيع بنات الصعيد على ركوب الدراجات
كتب- محمد زكريا:
وهي في الصف الثالث الإعدادي توقفت مارجريت ناجح عن ركوب الدراجة، وكانت رياضتها المفضلة منذ وعت على الدنيا. شبت الفتاة بشوارع مدينة المنيا، فيما بدا لها أن استمرار اللف بها ليس سهلًا. تقاليد مُحافِظة تعرفها محافَظة المنيا أجبرت الشابة الصعيدية على الابتعاد عن ركوب الدراجة، "قالولنا عيب البنت تركب عجلة" قالتها صاحبة الـ21 عامًا، بينما تُشجع فتيات الصعيد على ركوب العجل.
طوال سنوات ابتعدت مارجريت عن العجلة، إلا أن التحقت بكلية الآداب فوجدت فيها مهربًا من "زحمة وزهق المواصلات". اختارت البنت أن تكون وسيلة مواصلتها إلى جامعة المنيا، وعرضت الفكرة على أسرتها "مكنوش معترضين، بس كانوا خايفين عليا"، إلا أن أقنعتهم على طريقتها "قولتلهم هجمع بنات المنيا، ونركب كلنا عجل"، فلاقت دعمًا لا محدود منهم.
عبر "جروب" مغلق للنساء على "فيسبوك"، عرضت مارجريت فكرة ركوب العجلة في شوارع المنيا، لتلقى مبادرتها ترحيبًا وتشجيعًا من مئات البنات، وكانوا نواة لصفحة تجمع مشتاقي ركوب العجل منهن، وصل عددهن بعد أسبوعين فقط إلى 700 فتاة، لتتناقش مارجريت معهن حول التفاصيل "عملت استبيان، عشان اعرف مين هينزل ومين مش هينزل، عدد كبير جدا كان متحمس للتجربة، لكن كانت المشكلة أنهم معندهمش عجلة"، لكن ذلك لم يثن صاحبة الـ21 عامًا عن تحديد موعد أولى فعاليات مبادرتها "قولت أنا هنزل، والباقي يحاول يتصرف في عجلة"، لتنطلق: "عجل بنات فى شوارع المنيا".
في عصر يوم جمعة، نزلت مارجريت هي و8 بنات فقط، وصل عدد المشاركين في الجمعة الثالثة إلى 12 بنتًا، ولا تعتقد مارجريت أن ذلك قليلًا "يمكن دول بس اللي قدروا يتصرفوا في عجلة، عندنا مفيش مراكز تأجير عجل، فحتى اللي اتصرف استلف بتاعت أخوه أو أبوه". الشابة نفسها لا تملك واحدة، استلفتها من والدها "هو غاوي عجل، وبمجرد ما طلبتها منه وافق وشجعني".
في الشارع وضعت مارجريت خط سير لدراجتهن "على حسب البنات اللي معانا، أحيانًا بيبقى في بنات مش بتعرف تسوق كويس، فبنختار شوارع هادية ومسافات صغيرة عشان يكونوا مطمنين ويتبسطوا"، وبالمرة الثالثة والتي كانت يوم الجمعة الماضية "لفينا مدينة المنيا كلها في حوالي 4 ساعات"، وكان هذا مدخلًا لسعادة الفتيات وازدياد ثقتهن في أنفسهن.
على عكس ما توقعت مارجريت، لم تتلق الفتيات أي أذى في الشارع "رغم أننا لفينا في شوارع شعبية، في العادي البنت لما بتمشي فيها ببتعاكس.. الناس بس كانت بتبص لنا باستغراب.. وفي اللي سألنا أنتوا تبع مبادرة السيسي؟".
تعتقد مارجريت أن لمبادرتها عظيم الأثر على البنت في المنيا "كل الفكرة أن البنت في الصعيد تاخد الخطوة وتتجرأ وتنزل، لأن في بنات لسه خايفة وأهاليها خايفة عليها حتى من حاجة ببساطة ركوب عجلة في الشارع"، فيما تتمنى أن تصل مبادرتها إلى المسؤولين و"وزير الرياضة يسمع عننا ويدعمنا"، وألا تواجه أي تضييق بالعجلة في طريقها إلى الجامعة ولحظة الدخول.
فيديو قد يعجبك: