إعلان

المنحة خلصت وكورونا مكمل.. عمال اليومية "الحال لسه واقف" (معايشة)

04:35 م الإثنين 07 سبتمبر 2020

عمال اليومية

كتب- محمود عبد الرحمن:

وسط الجزيرة التي تفصل بين اتجاهي مرور السيارات، بشارع السودان بالقرب من مزلقان أرض اللواء، جلس محمد كمال برفقة اثنين من زملائه يعملون بـ"اليومية"، في انتظار إشارة أو نداء من أحد المارة؛ يطلب منه القيام بأي عمل مقابل عائد مادي "ممكن نكسر أو نشيل ردم أو ننظف سطح أو أي حاجة"، يقول محمد الذي لا يهتم بارتفاع درجة حرارة الظهيرة، أو تداخل أصوات السيارات وسائقيها مع مناداة الباعة الجائلين، بقدر اهتمامه بترقب قدوم من يطلب عاملا أو اثنين.

محمد الذي جاء من محافظة الفيوم، منذ سنوات، برفقة أسرته للبحث عن فرصة عمل بالقاهرة؛ واحد من مليون و600 ألف مستفيد من المنحة المؤقتة للعمالة غير المنتظمة.

أسرة محمد المكونة من زوجته وثلاثة أبناء - تقيم في غرفة بحمام في بدروم العقار الذي تتولى زوجته خدمة قاطنيه، مقابل الإقامة وراتب شهري 700 جنيه، بينما رب الأسرة كان يعمل مبيض محارة، وبسبب تداعيات فيروس "كوفيد-19" الاقتصادية التي تفاقمت على مدار 6 شهور، توقف فيها محمد عن العمل، وانقطع دخله، فاعتمدت الأسرة على الـ700 جنيه.

ساعد محمد زوجته في تنظيف العقار وخدمة سكانه، "وكان لما حد من السكان يحتاج حاجة ويدفع 5 أو 10 جنيه، ده كان قليل، لأننا في منطقة شعبية والسكان نفسهم تأثروا بكورونا، والحاجات اللي كانوا بيشتروها قلت عن الأول" تقول الزوجة، حتى صَرف محمد الـ500 جنيه منحة العمالة غير المنتظمة أول مرة في شهر يونيو الماضي، لتعتمد عليها الأسرة خلال الشهور الثلاثة الماضية "يونيو، ويوليو، وأغسطس".

"كان المبلغ كويس ويخليني أعيش كويس أنا وأسرتي بس دلوقتي لازم أدور على مصدر دخل تاني"، بسبب توقف شغل المعمار خرج محمد للبحث عن شغل باليومية.

على عكس محمد الذي كان له صنعة يمتهنها ويحترفها ودفعته تداعيات الوباء إلى البحث عن غيرها، كان مصطفي رضا يعمل باليومية في أي عمل مقابل الحصول على أجره، قبل تفشي الوباء في مصر، ومع ظهور الوباء لم يتوقف عن النزول في الميادين العامة للبحث عما يحصل منه على أجرة يومية، رغم تقديمه للحصول على منحة العمالة غير المنتظمة، واختياره ضمن من لهم حق الحصول عليها، وفقا للمعايير التي حددتها وزارة القوى العاملة، "فلوس المنحة كنت بدفع منها فواتير الكهرباء والمياه والغاز، لكن علشان أصرف على البيت كان لازم دخل تاني".

"بطلع كل يوم بس مفيش شغل إلا كل فين وفين، ياريت المنحة تستمر حتى لمدة 3 شهور كمان"، يقول مصطفى- يعول أسرة من طفلين وزوجة- إن مصدر دخله الوحيد منذ جاء من بلدته دير مواس بالمنيا- هو يوميته التي يحصل عليها مقابل الاستعانة به للقيام بأي أعمال عتالة أو تحميل، ومن الممكن أن يعود دون مقابل في حالة عدم عثوره على عمل خلال ساعات اليوم" "الأول كان فيه شغل كتير واليومية بـ150 جنيه، لكن دلوقتي الوضع اختلف ممكن أشتغل في الأسبوع يومين".

0

يتمنى محمد ومصطفى أن تجد الدولة حلولا دائمة لهم كعمالة منتظمة وتوفير دخل مناسب وأن تعينهم على الإنفاق على أسرهم.

وقبل شهرين وتحديدا في بداية يوليو الماضي أعلنت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، عن عمل حصر دقيق لأعداد العمالة غير المنتظمة، بحيث يتم تدريب بعضهم وإجراء تدريبات تحويلية للبعض الآخر؛ تمهيدًا لتشغيلهم، والقيام بعمليات تشغيل بشكل مباشر في المشروعات المختلفة، وكان ذلك خلال اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالاستراتيجية الوطنية للتعامل مع العمالة غير المنتظمة، بينما قدر محمد سعفان، وزير القوى العاملة، إجمالي المبالغ المخصصة للمنحة بأكثر من 800 مليون جنيه.

ما زال محمد ومصطفى وحامد حسان يرون أن "الحال واقف" رغم انخفاض نسبة انتشار الوباء مقارنة بالشهور الماضية.

يقول ثالثهما حامد حسان "الشهور اللي فات فلوس المنحة كانت دخلنا الوحيد لأن مفيش شغل، لو الدنيا ظبطت معايا أشتغل يوم أو اتنين في الأسبوع كله"، رغم حرصه على الاستيقاظ في السادسة صباحا والتوجه إلى سلم منطقة أرض اللواء "مكان تجمع العمال" لعل أحدا يطلب منه القيام ببعض الأعمال مقابل أجرته ولكن دون فائدة.

"قبل كورونا كل يوم فيه شغل لكن دلوقتي ممكن أقعد اليوم كله وأروح من غير شغل، ومعايا أسرة بصرف عليها".

ويرى العمال الثلاثة أن وقف تراخيص البناء موقتًا أسهم في استمرار "وقف الحال" الذي تسبب فيه الوباء.

يتمنى كل منهم أن تنتهي الأزمات الحالية، ويعود العمل إلى طبيعته "إحنا رزقنا يوم بيوم والحال واقف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان