بعد إعلان تأسيسه.. هل ينجح اتحاد الألعاب الترفيهية في جذب محبي الطاولة والدومينو؟
كتبت-إشراق أحمد:
مازال أحمد موسى يتذكر كيف دخل عالم محبي الطاولة، يترحم على "عم رفعت" مرتاد المقهى الذي التقط انتباهه للنرد و"القشاط" فقربه منه ليعلمه. 15 عامًا لم يغادر موسى المقهى ولا لعبته المفضلة، ينجذب لـ"قعدات" كبار السن وحماسهم بينما ينهون "دور" تلو الأخر، لكنه ما فكر يومًا أن تتحول "الطاولة" إلى مسابقة رسمية يتنافس فيها لاعبون ويخضون البطولات المحلية والدولية.
في الثلاثين من ديسمبر 2020، أعلنت وزارة الشباب والرياضة قرار تأسيس الاتحاد المصري للألعاب الترفيهية، لتشمل ألعاب النرد (الزهر) والدومينو وثلاثة ألعاب أخرى حديثة.
تفاجأ موسى بالخبر. رغم محبة الشاب الشديدة لـ"الطاولة" إلا أنه لا يتصور أن تكون مثل الألعاب الرياضية الاحترافية وتقام لها البطولات "الطاولة لعبة روتينية شوية وتعتمد على الحظ أكتر من التفكير مش زي الشطرنج أو حتى البلاي ستيشن"، فيما كان الأمر بالنسبة لإبراهيم جميل تذكرة برغبة تمناها وسعى إليها لكن لم يُكتب لها التنفيذ "كنت عايز اعمل دوري للطاولة والدمينو وفعلاً أسست شركة تنظيم مسابقات عشان انفذ الفكرة لكنها كانت محتاجة ممول".
قبل نحو العام والنصف، كان أحمد عاطف من بين المحبين للعبة الطاولة، غير أن خاطر دار بفكره جعله رئيس الاتحاد المصري للألعاب الترفيهية "فكرت ليه ميبقاش في حاجة رسمية تجذب الأندية كلها أنها تضم ألعاب الطاولة والدومينو ويبقى لها قانون وبطولات زي أي لعبة". مع مزيد من الاهتمام والبحث، وجد عاطف أن نادي الصيد والأهلي يقيمان بطولات داخلية على سبيل الترفيه، بل هناك اتحادات للطاولة في دول أجنبية وعربية وتقام بطولات رسمية لها.
زاد حماس عاطف، دراسته للتربية الرياضية دفعه لجدية الطرح "عملت دراسة جدوى وملف إزاي نقدر نطبق الفكرة"، قبل نحو 5 أشهر كان المقترح أمام دكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة. بعد لقاءات ومناقشات، استقرت جميع الأطراف على أن يكون الاتحاد باسم الألعاب الترفيهية ليشمل 5 ألعاب وليس الخاصة بالنرد فقط.
الطاولة، الدومينو، كرة القدم الطائرة (footvolley)، وkorfball، كرة الطاولة بالرأس (Teq ball). تلك الألعاب التي يضمها الاتحاد المنشأ حديثًا، والتي توافقت مع المعايير التي وضعها مؤسس الاتحاد كما يقول عاطف لمصراوي "أن اللعبة تكون شعبية ليها اتحادات دولية وعربية وبطولات معروفة"، رأى الشاب الثلاثيني في هذا تأكيدًا لفرصة المنافسة.
وضع عاطف هدفين لتأسيس الاتحاد "الشباب بدل ما يقعد على القهوة يبقى جوه الأندية ومراكز الشباب"، أما الهدف الثاني هو مشاركة ذوي القدرات الخاصة "في الألعاب المطروحة فرصة كبيرة أن حد من ذوي الهمم يلعب مع حد عادي وبالتالي يحصل دمج".
يجد موسى في الطاولة متنفسًا من ضغوط الحياة، عرفها تقليدًا في الأسرة أبًا عن جد، وداخل المقهى هي له طقسًا لا غنى عنه بين الصحبة. قبل الظروف التي فرضها فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) كان موسى يمارس الطاولة يوميًا "الوقت اللي بقعده في القهوة ساعتين أو أكتر. وقبل التخرج والشغل كان ممكن اقعد على القهوة 12 ساعة مثلاً في اليوم الواحد".
لم يكن المهندس الكائن في منطقة المطرية مهوسًا بلعبة الطاولة مثل مَن يراهم خاصة كبار السن "في ناس بيعملوا زي دوري ويقعدوا ويلعبوا على المشاريب"، لكنه في الوقت ذاته يفتقد أجواء اللعب أو مشاهدة اللاعبين لها، لذا يتوقع أن يكون هناك مَن يتحمس لوجود بطولات رسمية.
قبل تأسيس الاتحاد، كانت هناك محاولات غير رسمية لعمل دوري للطاولة والدومينو، منها ما قام به جميل؛ قبل نحو ثلاثة أعوام، خطر ببال جميل أن يقيم بطولة تجمع الكثير ممن يراهم على المقاهي المحبين لتلك الألعاب"كنت من الناس اللي بتقعد كتير على القهوة وبشوف اللي بيلعبوا وكنت بحب الطاولة والعبها"، توجه إلى وزارة الشباب والرياضة لرغبته أن يكون الحدث كبير، أخبره المسؤولون أنه يلزم وجود اتحاد لإقامة بطولة.
حينها لم يكن الكثير مقتنع بفكرة إقامة بطولة رسمية لألعاب تصنف أنها للتسلية كما يقول جميل، لكنه لم ييأس؛ أسس شركة لتنظيم المسابقات الرياضية، اتخذ لها مكان في منطقة فيصل بالجيزة، ثم راح يعمل لتنفيذ الفكرة، طرق أبواب الممولين لأن "المو ضوع مكلف" كما يقول، لم يرض بأن تكون البداية بسيطة خاصة وأنه يعمل بمفرده "والناس ممكن تظن أنه نصب".
أراد الشاب الذي كان يعمل صحفيًا قبل التوجه لمجال الوكالة الرياضية أن تخرج لعبة الطاولة والدومينو عن نطاق "التسلية"، ومع مطلع العام الجاري، وضع ميعادًا لبدء الدوري في شهر مايو المنصرف، لكن بعد تفشي فيروس كورونا انهار تخطيط جميل حتى أنه أغلق مقر شركته حسب قوله، وقرر تأجيل الفكرة لإشعار آخر.
مع معرفة جميل بتأسيس الاتحاد المصري للألعاب الترفيهية، تبادر لذهنه العديد من الأسئلة حول طبيعة الألعاب التي يضمها الكيان الجديد، والخدمات التي يقدمها للأعضاء، والبطولات المقامة، فيما لا يعرف إن كان بإمكانه التقدم والمشاركة في الاتحاد أم لا؟
يقول رئيس الاتحاد المصري للألعاب الترفيهية، إن الخطة حاليًا تشمل الألعاب المذكورة لكن الباب مفتوحًا لضم المزيد من اللعب مستقبلاً، وأن البطولات المخطط لإقامتها تحت إشراف الاتحاد مثل جميع الألعاب"بطولة دوري الأندية والكاس"، على أن يكون هناك أيضَا منتخب للمشاركة في البطولات الإقليمية والدولية.
ليس هناك شرطًا للمشاركة في أي من الألعاب الترفيهية التي يضمها الاتحاد حسب عاطف، جميع الأعمار مرحب بها، على أن تفتح الأندية ومراكز الشباب أبوابها لجميع الراغبين، وكذلك الاتحاد يتيح لمن يمارس أي من الألعاب بشكل فردي أن يتوجه إليه، ومن المنتظر أن يُجرى مؤتمرًا صحفيًا خلال الفترة المقبلة للإعلان عن تفاصيل الخطة الموضوعة للاتحاد الجديد.
فيديو قد يعجبك: