لحالات كورونا.. مبادرة لتوفير الفحوصات وأسطوانات الأكسجين بالشرقية
كتب- محمد مهدي:
منذ تفشي فيروس كورونا المستجد حاول القائمون على مؤسسة مستشفى 25 يناير تقديم الدعم اللازم إلى الحالات المصابة بـ " كوفيد-19" في محافظة الشرقية ومع ظهور الموجة الثانية للوباء أطلقوا عدد من المبادرات لتخفيف العبء على مئات المصابين من خلال توفير المستلزمات الطبية وأسطوانات الأكسجين.
كانت البداية العام الماضي، بمحاولات من محمد الجارحي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مستشفى ٢٥ يناير، لوضع المكان الواقع في قرية الشبراوين بمركز ههيا تحت خدمة وزارة الصحة خلال تصديها لفيروس كورونا "الوزارة اكتفت وقتها بالمستشفيات الحكومية فقررنا نشارك في حل الأزمة بطرق بديلة" بدا واضحا تزايد أعداد الحالات التي تحتاج إلى إجراء تحاليل وفحوصات "تعاقدنا مع اكتر من معمل تحليل وبقينا نستقبل الطلبات من خلال (كول سنتر) ونحجز لها مجانا".
ظهرت الحاجة إلى مزيد من الخطوات "قررنا نشيل العبء على حالات (كورونا) اللي بيدوروا على الأشعة المقطعية، واتفقنا مع مركز اشعة في مدينة أبوكبير " الشرط الوحيد هو تأكيد طبيب مختص بأن الحالة تحتاج إلى تلك الفحوصات "وبعدها عملنا بروتوكول تعاون مع نقابة الأطباء لإتاحة نفس الخدمة ليهم" وبات للمؤسسة 5 مراكز في محافظتي الشرقية والقاهرة تقدم الأشعة المقطعية دون مقابل.
شعر الجارحي ورفاقه بضرورة تقديم خدماتهم إلى المستشفيات الحكومية، وقع الاختيار على مستشفى ههيا المركزي "أنشأنا وحدة رعاية مركزة بسعة 14 سرير، لكونها واحدة من مستشفيات العزل في الشرقية" فضلا عن دعمها ب22 أسطوانة أكسجين جديدة مع ارتفاع أعداد الحالات "ثم عملنا شبكة طواريء للغازات عشان لو حصل أي ظروف طارئة" ومع الموجة الثانية للوباء كان عليهم وضع خطة جديدة.
"وجهنا اهتمامنا أكتر بأسطوانات الأكسجين، وإتاحتها للناس اللي عاملة عزل في بيوتها" يثمن الجارحي الجهود المشتركة مع عدد كبير من الجمعيات الأهلية في المحافظة "جمعيات كتيرة قدمت اللي عندها عشان أهالينا في كل المناطق" حصلوا على 15 اسطوانة أوكسجين موجودة داخل مستشفى 25 يناير "الحالات بتيجي تستلمها ولما تخلص بتجيبها وتأخد بدالها أسطوانات مليانة" يتم ملؤها من خلال المتطوعين بالمؤسسة في مستودع بقرية هرية رزنة.
صعوبات عديدة تواجه الجارحي والجمعيات الأهلية الأخرى خلال تقديم مساعداتهم "ارتفاع أسعار الأسطوانات نتيجة انتشار السوق السوداء، ودا اللي حصل كمان في أجهزة التنفس" لكن ذلك لم يوقف مسيرتهم "الفترة الجاية هنوفر مركزين في قرية دوامة الحسينية وفي الزقازيق، بدل ما الناس تقطع مسافات طويلة لحد ما توصل للمستشفى" يذكر أن أهالي إحدى الحالات حضروا من كفر الزيات للحصول على أسطوانة.
على مدار شهور استفاد من تلك المبادرات مئات الأشخاص في الشرقية وغيرها من المحافظات، ورغم الجهد والإرهاق لكن ردود أفعال الحالات تدفع الجارحي ورفاقه إلى استكمال التجربة بكامل طاقتهم "يكفي دعوات الناس اللي بتستفيد من الخدمة، وحماس المتبرعين إنهم يساعدوا" من المواقف التي لا ينساها هو تبرع رجل رغم وفاة ابنه بسبب الإصابة بكورونا "بعدها على طول اتبرع بـ20 ألف جنيه عشان نشتري أسطوانات أكسجين".
على الدرب نفسه تستمر مؤسسة مستشفى 25 يناير حتى نهاية المطاف وانقضاء الوباء، يطمح الجارحي إلى التوسع في عدد المراكز الطبية التي يتعاون معها وأماكن تقديم أسطوانات الأكسجين للتيسير على الحالات المصابة بـ "كوفيد-19" ومنحهم كافة سبل المساعدة بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي وبالتعاون المباشر مع مديرية الصحة بالشرقية.
فيديو قد يعجبك: