"الفرصجية".. مبادرة للتأهيل المهني للشباب من قلب الصعيد

كتبت :هبة خميس

انطلاقاً من كونها فتاة في صعيد مصر، عانت "أروى أسامة" طوال الوقت بسبب العادات والتقاليد وصعوبة السفر، رغم كونها في بداية العشرينات لم تستسلم "أروى" من تلك المعوقات التي تصدها عن تحقيق ما تتمنى.

فأمنيتها لدخول كلية الألسن لدراسة اللغات تحققت حينما أصرت عليها رغم صعوبة تقبل المجتمع احتكاكها المستمر بالأجانب "لكن أهلي مع الضغط وافقوا".

أثناء الدراسة حرصت "أسامة" على العمل في الإجازات والتعلم باستمرار لتصقل مهاراتها، وأيضاً حرصت على المشاركة في جميع الفرص التطوعية التي تحدث في محافظتها أسوان حتى تخرجها العام الماضي، ومع كل آمالها بالعمل والحركة أحبطها انتشار "فيروس كورونا"، وخوف أسرتها عليها من السفر والتعرض للعدوى، "كانوا بيسمونا دفعة الكورونا وللأسف كان صعب اشوف فرص شغل وقتها ".

لم ينل الإحباط من "أروى" أبداً فحازت الكثير من الفرص بعدها لتعمل مترجمة للغة البرتغالية بوزارة الأوقاف وتعمل مع فرق كرة الفتيات، لكن كل ذلك لم يبدو كافياً من وجهة نظرها، فأثناء دراستها بالجامعة كانت محاطة بالفتيات الموهوبات طوال الوقت وأحزنها أنه لعدم تمكنهن من السفر للقاهرة فستطمس مواهبهن للأبد بسبب التقاليد "وقتها فكرت اني ليه مغيرش البنات وأديهم فرص حقيقية تساعدهم، وجاتلي فكرة المبادرة".

مبادرة "الفرصجية" التي لمعت في ذهن "أروى" هي مبادرة تعمل على إعداد الشباب لسوق العمل، تُنشئ حلقة وصل بين الشباب المتخرج حديثاً أو الطلاب والشركات وسوق العمل الذي يغير متطلباته باستمرار.

بدأت "أروى" في 30 أغسطس الماضي في تدريب الناس بنفسها في أكثر من مجال عملت فيهم مثل الموارد البشرية وتطوير الشبكات. وكانت أول دفعة من الطلاب والمتخرجين حديثاً المصريين فقط، لكن في الدفعات اللاحقة التحق بالمبادرة الكثير من الشباب من خارج مصر من دول كثيرة مثل الجزائر والمغرب وتونس، ومع الوقت شملت الدفعات شبابا من معظم الدول العربية "بعد فترة انضم لينا اكتر من مدرب متطوع، كان عندهم حس عالي بالمبادرة وأهدافها وكانوا بيعرفوا يتواصلوا أونلاين بسهولة ودة أهم حاجة في المبادرة".

ترى "أروى" أن دعم وزارة الشباب والرياضة لهما كان حافزاً قوياً وفازت المبادرة ضمن إحدى مسابقات الوزارة لتكون من أفضل المبادرات في مصر.

و بعد مرور عدة أشهر على المبادرة تم تدريب أكثر من 200 طالب وخريج، وتم التواصل مع عدة أماكن لفرص عمل للمتدربين، وأيضاً أسست المبادرة الكثير من الشراكات مع الشركات وفي الدول العربية لتسهيل حصول الفرد على فرص عمل يتم ترشيحه عن طريق المبادرة "الفترة الجاية هنعمل البرنامج لدول عربية وكل دولة لها سفير ودول كتير قدمت معانا زي السعودية والأردن ".