لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

«الكمامة مكانها في الجيوب».. استخدام متكرر لتجنب الغرامة يجعلها مصدرا للبكتيريا

11:59 ص الأحد 31 يناير 2021

ارتداء الكمامات

كتب- عبدالله عويس:

«كله يلبس الكمامة.. داخلين على كمين».. تنطلق الجملة على لسان سائق الميكروباص، فتدوي كما لو كانت صافرة إنذار، إن لم يتفاعل الركاب معها، فإن 50 جنيهًا ستخصم من جيوبهم، على هيئة غرامات. ما يدهش سعد أحمد سائق الميكروباص، أن الجيوب عينها، تحمل الكمامات الطبية، لكن أكثر أصحابها لا يرتدونها معظم الوقت، إلا إذا كان التحذير من الغرامة قبل أحد الأكمنة قائما: «وببقى مندهش، ليه الناس تبقى معاها كمامات ومتلبسهاش؟».

وعلى الرغم من الانتشار الكبير للكمامات، وانخفاض أسعارها، مقارنة بشهر مارس الماضي، بداية الموجة الأولى من الوباء، فإنها تظل حبيسة الجيوب، متعددة الاستخدام، لا تظهر إلا مع التلويح بغرامة، أو الاقتراب من كمين، وذلك بعدما قرر مجلس الوزراء تطبيق غرامة قدرها 50 جنيهاً، لمن لا يرتديها في عدد من الأماكن، مطلع يناير الجاري، وهي الفترة التي لاحظ فيها سائق الميكروباص حرص كثيرين على ارتدائها، أو على الأقل حملهم لها: «كنت زمان بقعد أقول للناس اللي مش معاه كمامة يشتري، بس محدش كان بيركز معايا، دلوقتي بعد الغرامة ناس بتلبسها وناس ماسكاها في إيدها، وطبعا عشان الغرامة».

1

يعمل وليد عبد الخالق، بإحدى الشركات الخاصة بمدينة السادس من أكتوبر. يبدأ الشاب يومه بركوب المترو، حيث التحذير الدائم عبر الميكروفونات من الغرامة، وحين يدخل صالة المترو يبدأ ارتداء الكمامة، التي تلازمه طيلة يومه، وحين يخرج من المترو يضعها في جيبه، ثم يستقل «توكتوك» يوصله لأحد مواقف السيارات، في وقت تختفي فيه الكمامة من على وجهه وترافق جيبه، ثم تعود لوجهه مرة أخرى حين يركب الميكروباص، وينزعها لدى شعوره بالانزعاج منها، وتظل الكمامة بين وجهه حينا وجيبه أحيانا أخرى: «بصراحة بلبس الكمامة وقت ما هيكون في غرامة مش أكتر، وشايل واحدة معايا احتياطي عشان لو دي وقعت أو ضاعت مني، ملاقيش نفسي بدفع غرامة الـ50 جنيه» يحكي الشاب.

2

وفق تعليمات لمنظمة الصحة العالمية، يقع وليد في أكثر من خطأ لدى ارتدائه الكمامة. لا ينظف يديه قبل ارتدائها، ولا يغط أنفه وفمه بشكل كامل، ولا يتجنب لمسها، لكن أسوأ ما يفعله أنه لا يتخلص منها حين نزعها من على وجهه، بل يضعها في جيبه ليرتديها مرة أخرى، وأحيانا يستخدم كمامة واحدة على مدار أيام. تصرف يبرره الشاب بأنه قد ضاق ذرعا بكورونا وما يستلزمه الأمر من حماية نفسه: «يعني في البداية كانت الكمامة غالية بـ5 جنيه مثلا وساعات بـ7 لكنها دلوقتي بـ3 جنيه وساعات بجنيه كمان لو هجيب علبة، لكني بقيت بزهق». تصرف يفسره جمال فرويز استشاري الطب النفسي، بغياب الشعور بالمسؤولية، وينم عن إهمال كبير من الشخص في حق نفسه ومن معه، ويرى أن التوعية المستمرة هي الأسلوب الأنجع لحث الأفراد على ارتداء الكمامات بشكل صحيح.

3

منذ تطبيق الغرامات 3 من يناير الجاري، وحتى الـ22 من الشهر نفسه، وصلت أعداد المحاضر المحررة لغير الملتزمين بارتداء الكمامة 11500 محضر، بحسب ما أعلنته وزارة التنمية المحلية. فيما أعلنت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ضبط 13994 شخصاً لعدم ارتدائهم الكمامة خلال 24 ساعة فقط. والغرامة تبدأ من 50 جنيهاً، وفي حال اتجاه أحد المخالفين لأحد الأقسام أو النيابة لدفع الغرامة ستكون مضاعفة، وسيدفع 100 جنيه، وفي حال عدم دفعه سيحال إلى المحكمة لتغريمه 150 جنيها، لعدم ارتداء الكمامة، بحسب ما قاله المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في مداخلة هاتفيه لأحد البرامج. بينما الأماكن التي يشترط فيها ارتداء الكمامة، هي الأماكن المغلقة كالمصالح والهيئات الحكومية، والمولات التجاربة، ووسائل النقل الجماعي، والبنوك.

4أماكن صار عادة أن يكون أمامها باعة كمامات، يستغلون غيابها عن بعض مرتاديها، فيذكرونهم بضرورة ارتدائها، في مقابل عدم دفع الغرامة في الداخل، لكن مصطفى شعبان الذي يبيع الكمامات أمام محطة مترو شبرا الخيمة، يشاهد بشكل يومي، إخراج كثيرين الكمامات من جيوبهم وارتدائها قبل دخول المترو: «الغرامات حركت البيع شوية مش هنكر ده، لكن مثلا في ناس بتجيب كمامة قماش وتلبسها بقى بالشهر ولا فارق معاها، وأنا ببيع الاتنين اللي عايز الطبية واللي عايز التانية».

صورة 6

ارتداء الكمامة نفسها أكثر من مرة، أمر له خطورته بحسب عدد من الأطباء، ووفقا لتحذيرات وزارة الصحة فإن ارتداء الكمامة أكثر من مرة لا يصح، ويستلزم بعد نزعها عن الوجه أن تلقى في النفايات، ويطهر الشخص يديه بغسلهما بالماء والصابون، أو بالمعقمات، حيث أنها تكون مادة خصبة لانتشار البكتيريا. فيما يقول أشرف عمر أستاذ الأمراض المعدية والكبد بالقصر العيني، إن أقصى استخدام للكمامة العادية 6 ساعات ثم يتم التخلص منها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان