كشري "لوكس" من القاهرة.. ألماني ينقل تجربة المطبخ المصري إلى برلين
كتبت-هبة خميس:
في منتصف الثمانينات قدم والدا "ميشائيل لانديك" من ألمانيا إلى مصر بسبب عمل والده في مصر، حرصت الأسرة على إلحاق "لانديك" بالمدرسة الألمانية بالدقي كي يدرس ويختلط بلغته الأم، وفي منتصف التسعينات تركت الأسرة مصر وعادت لألمانيا لكن ظل الشاب "لانديك" بالقاهرة لاستكمال دراسته بالجامعة الأمريكية وبعدها عاد لبلده الأم، لكن في قلبه مازالت ذكرى سنواته الكثيرة في مصر تبث فيه الشوق للعودة ثانية "رجعت مصر في 2003 وقررت أفضل فيها وفعلا بدأت شغل جديد في التسويق".
لم تكن مصر وحدها من استولت على حب "لانديك" فالمطبخ المصري الذي انبهر به بداية من الشاورما حتى أطباق الكشري وعزومات الأصدقاء، ما جعل حُب الطعام المصري يستقر عميقاً في قلبه، وبعد زواجه من زوجته النصف مصرية فباتت مصر مستقر له والحياة التي تمناها "أكتر طبق أحبه من المطبخ المصري هو الملوخية لكن بالطريقة القديمة بالأرانب".
لكن في 2011 قرر "لانديك" العودة لبلده الأم مع أسرته بسبب عدم استقرار عمله في مصر وفي يونيو 2015 بدأ مشروعًا جديدًا طال انتظاره وفكر فيه منذ أول مرة تذوق الأكل المصري ففتح مطعمه "كشري لوكس" في برلين ليكون أول مطعم للكشري في ألمانيا "واحنا بنأسس المطعم كنت حريص انه يكون قطعة من مصر المعاصرة" .
بالأضواء المريحة والألوان أسس "لانديك" مطعمه على الطراز الذي يسميه "بلدي شيك" ليصبح قطعة مصرية في قلب برلين، وذلك كان مهم بالنسبة له لأنه الطعام يجب أن يقدم بالجو المناسب تماماً كأن الزبائن تعبر من البوابة إلى مصر برائحة الكشري المميزة و ديكور المطعم.
في شوارع القاهرة التي نشأ فيها و رص "لانديك" على زيارتها سنوياً وصلاً لود أسرة زوجته والأًصدقاء، انجذب "لانديك" لطعام الشارع المصري مثل عربات الكبدة والسجق والفطير، وحينما افتتح مطعمه ألحق بقائمة الطعام بعض تلك المأكولات التي يحبها والتي ظلت طعامه المفضل لمدة عشرين عاماً قضاها في القاهرة التي يعتبرها وطنه حتى الآن.
بالرغم من عدم شهرة المطبخ المصري في أوروبا وذلك بسبب قلة المصريين فيها، لكن بمجرد افتتاح "لانديك" لمطعمه توافدت الزبائن طوال الوقت وظلت التغطية الإعلامية للمطعم غير مسبوقة فلم يتوقع أن يلاقي مطعمه ذلك الترحيب الكبير من الألمان والصحفيين وناقدي الطعام الذين أعجبوا بأطباق الكشري بصفة خاصة "المطبخ المصري غير مشهور زي اللبناني والمغربي لكن أنا بعتبره مميز جداً عن معظم المطابخ ودة رأي معظم الزبائن".
لم يكن التميز ذلك فقط هو ما رآه "لانديك" بالمطبخ المصري، سحرته فكرة وجود أطباق كثيرة من المطبخ الفرعوني بنفس طريقتها وشكلها وأيضاً تضامن النكهات مع التوابل لتصنع مذاقاً مميزاً لا يجده في مطابخ كثيرة ذاقها، لذا وضع "لانديك" خطة لجعل مطعمه علامة تجارية لفتح فروع في أنحاء أوروبا في بداية 2020، لكن عقب انتشار كوفيد -19 وتوقف الكثير من الأعمال والحظر لمدة طويلة بألمانيا أخر خطته التي سيستأنفها مجدداً عقب نهاية 2021.
وبالرغم من الغلق في البلاد فسيبدأ مشروعاً بسيطاً في مطعمه لعمل خلطات التوابل المصرية و"الدَقة" وأنواع غموس وليمونادة منزلية الصنع لبيعها في مطعمه.
يؤمن "لانديك" أن وضع المطبخ المصري في أوروبا يتحسن ببطء طالما وجد من يفتحون المطاعم المصرية المميزة، ففي ألمانيا صار هناك أكثر من مطعم في هامبورج وامتدت لمدن أوروبا مثل لندن وفيينا، فتلك الخطوات جيدة لتعريف أوروبا على المطبخ المصري الذي يتمنى لو يقع الأوروبيون في حبه مثلما أحبه و ألهمه طوال سنوات.
فيديو قد يعجبك: