لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التعليم في الكِبر.. 4 شقيقات يصنعن المستحيل لمحو الأمية (صور)

04:17 م الجمعة 01 أكتوبر 2021

رحلة 4 شقيقات مع فصول محو الأمية

كتبت- شروق غنيم:

تلاشت طموحات الشقيقات الأربعة، حينما قرر والدهن فجأة إنهاء رحلة تعليمهن في المرحلة الابتدائية "كان شايف أنه التعليم للبنات للمرحلة دي وبس، والولاد اللي يكملوا". شقيق واحد فقط حظى بفرصة استكمال تعليمه، بينما تخبطت خطط الفتيات حتى تغير المسار بعد حوالي أكثر من عشرين عامًا.

كانت الشيماء حينها في عُمر التاسعة عشر عامًا، حينما هاتفتها شقيقتها الكُبرى صاحبة الـ35 عامًا، تشاركها خاطرة "إيه رأيكوا نرجع تاني للتعليم؟ ونروح فصول محو الأمية". لم تسع الفرحة نفس الشيماء وباقي شقيقاتها "أختي لمست الفرق وأنها مش قادرة تساعد ولادها الأربعة في الدراسة".

لم يكن من السهل إقناع الأب بالعودة مُجددًا إلى التعليم "خصوصًا أنه عدى وقت طويل"، لكن مع إصرار الفتيات، استطعن مُجددًا العودة إلى حلمهن القديم "بدأنا سوا في فصول محو الأمية، واللي ساعدنا أنه كان في مدرسة ليلي".

كانت مُتعة التجربة وجودهن سويًا، استطعن خلال ثلاث سنوات اجتياز المرحلة الإعدادية، غير أن الشيماء وفاطمة من بين شقيقاتهن أحببن استكمال الرحلة "كان حلمنا أننا ندخل جامعة ونشتغل بعدها".

لم تشعر الشيماء وفاطمة بأن العمر قد فاتهن، داخل المنزل العائلي تشاركن المذاكرة، سهر الليالي من أجل الحصول على درجة جيدة للالتحاق بالثانوية العامة، ومع كل درس جديد تزداد ثقتهن في نفسهن، حتى أنهن أقدمن على خطوة لم تكن متوقعة بالنسبة لشخصياتهن القديمة.

حصلت الشقيقتان على مجموع يؤهلهن للالتحاق بالثانوية العامة، لكن ثمة حلم أكبر كان بداخلهن "كان نفسنا ندخل ثانوية عامة بشكل انتظامي مع الطلبة في دفعتنا"، قررت الشقيقتان برفقة 5 فتيات أخريات من فصول محو الأمية، تقديم التماس إلى وزيرة التربية والتعليم حينها في عام 2008 لقبولهن ضمن الصفوف الدراسية الثانوية.

لم تكن الإجراءات هينة على الفتيات، مر أسبوعان لانتظار نتيجة الالتماس كالدهر عليهن. توتر وشعور بالقلق من الرفض، لكن إصرارهن كان سببًا في أن يميل القدر لكفة الفتيات "كنا مبسوطين ساعتها لدرجة أننا مش مصدقين إن ده حصل بجد".

تغيرت الأوضاع داخل المنزل، لم يعد الوالد غاضبًا من قرارهن "لما بدأنا نجيب مجموع كويس، ونقدم التماس للوزارة ويتقبل، وبعد كدة اتكرمنا من محافظ القليوبية ثم وزير التربية والتعليم، اتغيرت وجهة نظره في تعليم البنات، بقى هو اللي عايز ينزل يجيب لنا النتيجة، ويحتفل معانا بنجاحنا، ويفتخر بينا وسط صحابه".

كان القدر كريمًا أن تلتحق الشقيقتان بالكلية نفسها في جامعة عين شمس "فاطمة كانت علمي فدخلت قيم علوم وتربية، وأنا كنت أدبي دخلت أداب وتربية". تقول الشيماء لموقع مصراوي، بينما تُهدهد صغيرتها التي جلبتها قبل 23 يومًا فقط إلى الدُنيا.

1

خارج إحدى قاعات مركز التعليم المدني في منطقة الزمالك، انتظرت الشقيقتان بدء الاحتفاء بالمُتحررات من الأمية. برفقة أطفالهن جاءت فاطمة والشيماء، سويًا تقدمن أيضًا إلى جمعية المرأة والمجتمع يسردن حكايتهن مع العودة للتعلُم، غير أن اللجنة اختارت الشيماء فقط للتكريم "بس بالنسبة لنا إحنا الاثنين كسبانين.. بنعتبرها رحلة ثنائية".

تبتسم فاطمة إذ استطاعت أيضًا الحصول على وظيفة في إحدى معامل التحليل "دخلت علمي لأن كان نفسي أشتغل في مجال الطب"، ورغم عدم حصولها على مجموع الكلية إلا أنها تمكنت من إيجاد وظيفة تُرضي شغفها.

لمست الشقيقات الأربعة، ولا سيما فاطمة والشيماء كيف غير التعليم في وجدانهن "الموضوع فرق من إننا نعرف نعلم ولادنا كويس ونتابع معاهم، لأبسط التفاصيل زي طريقة التعامل.. شخصيتنا اختلفت كتير".

لم تقف فاطمة عند ذلك الحد وحسب، بل قررت أيضًا مشاركة تجربتها مع فصول محو الأمية "درست في فترة لطلبة إعدادي، كان بيفرق لهم إن اللي قدامهم حد شبههم، عرف يدرس ويكمل ويدخل جامعة كمان، لأن في ناس للأسف بتكسر مقاديفهم وتقولهم مش هتعرفوا تكملوا".

لا تخجل الشقيقتان من رحلتهن، ينتظرن حين يكبر أطفالهن حتى يُعيدن عليهن القصة نفسها "أي حد بنقابله لو سأل اتعلمنا إزاي، بنحكي له.. لكن أكتر ناس عاوزين نقوله على قصتنا هما عيالنا، عشان يبقوا فخورين بينا".

2

"نعمة التعليم".. سيدة خمسينية تمحو أميتها: ساعدني لفهم متلازمة ابني

أخفت عن أسرتها و"اشتغلت" عاملة نظافة لتتعلم.. حكاية صعيدية مع محو الأمية

هزمت الأمية.. القلم سلاح سيدة فلسطينية أمام الاحتلال (حوار)

الدراسة بجوار ابنها.. نصرة تعود للجامعة بعد 40 سنة

في أرقام.. معلومات عن محو الأمية حول العالم ومصر (انفوجراف)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان