وداعًا المكس.. النسائم الأخيرة لأهل البحر قبل الرحيل (ملف خاص)
ملف-هبة خميس:
غلاف-أحمد مولا
على الرمال اصطفت عدد من البيوت الصغيرة منها ما لا يزال على حالته الأصلية منذ سنوات، شاليهات خشبية بنوافذ تطل على البحر، وشرفات قصيرة بناها اليونانيون الذين أحبوا البحر في تلك المنطقة في غرب مدينة الإسكندرية. الفنار القديم الذي يرقد هناك لسنوات بُني على يد محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة ليُرشد السفن للشاطئ، وهناك تستقرّ البيوت مطلة على الفنار تحكي بقايا المدينة الحقيقية التي تصحو على رائحة البحر، وتعيش على الأسماك.
منذ أسابيع كشفت الحكومة عن مشروع ضخم لوصل ميناء الإسكندرية بميناء الدخيلة، وإنشاء ميناء تجاري عالمي بسعة 87 رصيف، وعمق يصل إلى 20 مترًا، لتأسيس الميناء الجديد ستدخل منطقة المكس ضمن نطاق الميناء، وسيتم نقل السكان وتعويضهم.
وبسبب ذلك انقلب الأمر بين ليلة وضحاها، فبات السكان قلقون من التغيير القادم والعيش بعيدًا عن مُجتمعهم الذي استقروا فيه لعقود طويلة، فأصبحوا مثل السمك -مصدر دخلهم الأساسي- الذي يخشى العيش بعيدًا عن البحر.
في الملف تجوّل مصراوي في المكان، تحدّث مع الزوار الذين قرروا تفقد المنطقة التي ستختفي ملامحها قريبًا، وودّعوا المكان الذي زاروه أكثر من 10 مرات، واسترجع الأفلام التي تنقلت بين ثنايا المكان لسنوات طويلة تؤرخه وتجعله واضحًا أمام العيان، كما رافق الأطفال الذين اعتادوا اللعب والبراح أمام البحر، وعايش يومًا اعتياديًا- لن يصبح عاديًا عمّا قريب- بصحبة السكان الأصليون للمكس واسترجاعهم لذكرياتهم في المكان الذين احتضنهم أمام الفنار القديم.
قصة غرام مع البحر.. مرثية أهالي المكس لذكرياتهم قبل الرحيل (صور)
"فينيسيا" بين الشرق والغرب.. كيف تجولت كاميرا السينما؟
"باي باي يا بحر".. أطفال المكس يودعون البراح واللعب على الرمل
في وداع المكس.. جولة لإلقاء النظرة الأخيرة على المنطقة التراثية
فيديو قد يعجبك: