لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تتعامل مع "المتأتيء" بشكل سليم؟.. مبادرة رؤى للتوعية بدعم المتلعثمين

12:45 م الجمعة 22 أكتوبر 2021

مبادرة للتوعية بالتلعثم والتأتأة وكيفية التعامل مع

كتبت- شروق غنيم:

تأثرت مشاعر رؤى مصطفى حينما استقبلت رسائل مختلفة على صفحة مبادرتها الوليدة؛ حكايات من متلعثمين يسردون مواقف مؤذية يمرون بها أو عدم معرفتهم كيفية التعامل مع الناس في مُحيطهم "كانت بتشكرني لأن مفيش حد يفهمها ويحس بيها، لأنها أخيرًا لقت صفحة تهتم بده".

قبل نحو أسبوع، أطلقت رؤى، صاحبة التسعة عشر ربيعًا، صفحة على منصة انستجرام للتعريف والتوعية بالتأتأة/ التلعثم وكيفية التعامل معهم بشكل سليم لا يؤذي مشاعرهم، فيما تمنح نصائح أيضًا للمتلعثمين نفسية، عبر سلسلة من البحث والاستناد إلى مصادر علمية، وفيما يحل اليوم، 22 أكتوبر، اليوم العالمي للتأتأة، تتمنى الشابة أن تقدم محتوى يساعد على فهم الأمر بشكل أكبر.

وعبر المبادرة تشرح رؤى ماهو التلعثم: "اضطراب في الكلام والنطق، يظهر بأشكال كثيرة ومتعددة منها (صعوبة في بدء الكلام، تكرار جملة أو حرف، الإطالة في الكلام"، فيما تُضيف أن التلعثم ليس له سن مُجدد "ممكن يظهر للأطفال، الشباب وكبار السن".

كانت الفكرة في نفس الفتاة الشابة منذ وقت طويل "بحكم أني من المتلعثمين مريت بمواقف كتير صعبة"، سواء في الواقع أو حتى خلال متابعتها لمسرحية ضاحكة "من سنتين كنا بنتفرج على مسرحية في البيت وجايبين شخص بيتهته في الكلام عشان يضحكوا الناس عليه، الموضوع كان موجع بالنسبة لي جدًا مش مُضحك، وأثر عليا لأني في أول مرة أتكلم مع حد جديد كانوا بيضحكوا على طريقتي في الكلام".
تتذكر رؤى كيف أثر ذلك عليها في مواقف مختلفة، بين تهميشها "في المدرسة محدش من المدرسين كان بيختارني أجاوب على سؤال لما أرفع إيدي، وبيقولوا لي لا يا رؤى هتتعبي من الكلام، لكن أنا كان نفسي أتكلم"، أو اتخاذها قرارًا بعدم التعرض لمواقف تُجبرها على التحدث مع أشخاص جُدد "بخلي حد غيري يطلب حاجة محتاجاها عشان متعرضش للتنمر".

كان الملجأ الوحيد لرؤى هو بعض مجموعات الدعم الأجنبية للمتلعثمين، خاصة قبل بداية دخولها للجامعة قبل عامين "أنا بتهته من صغري، ومهما روحت لدكاترة مفيش علاج ممكن الموضوع يبقى أقل، ودايمًا بسمع تعليقات زي هي بتتكلم كدة ليه؟ هي بتمثل؟. قبل الكلية كنت خايفة أتعامل مع حد يتريق عليا أو يبص لي بإشفاق".

داخل مجموعات الدعم على منصة فيسبوك وجدت رؤى ما كانت تبحث عنه "أنه تمام تتكلم وأنت بتهته"، منحتها النصائح الثقة في النفس، وكانت خير دليل لها للتعامل مع مواقف صعبة "وقتها اكتشفت أن مفيش أي حاجة توعوية بالعربي، قررت أن أنا اللي ابدأ الموضوع".

دعمها أصدقاؤها المقربين، وقررت رؤى إطلاق المبادرة عبر منصة انستجرام، لتقديمها النصائح في هيئة صور وبشكل سلس وبسيط "كان البوست المفضل ليا هو نصائح للناس العادية اللي بتتكلم مع المتأتئين".

قبل أن تكتب رؤى أي نصيحة، تبحث بشكل مُكثف عنها أولًا "عشان اتأكد إنها مش حاجة بتضايقني لوحدي"، وأبرزها حينما تتحدث ويحاول أخر مساعدتها فيُكمل لها الجملة "بتوتر جدًا وببقى عايزة أقوله لا سيبني أنا أكمل جُملتي، أنا عارفة أنا عايزة أقول إيه"، فضلًا عن المكالمات الهاتفية "ناس كتير بتفتكر أني بهزر ومش بتكلم كدة بجد".

في المنشور الذي حاز على تفاعل كبير، تنصح رؤى بكيفية التعامل خلال الحديث مع متأتيء "خليك صبور.. متكملش جملته.. متديش نصائح"، فيما تشرح بشكل أكبر لماذا على المُتلقي الانتباه لتلك التفاصيل، فيما تنشر أيضًا نصائح لمساعدة الشخص وقت التلعثم، مثل تمارين التأمل والاسترخاء لتقليل التوتر والقلق المصاحبين للتأتأة، أو عدم تجنب الدخول في المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من التلعثم أو التأتأة.

استقبلت رؤى عددًا من الرسائل المُشجعة "واحدة كلمتني عشان أخوها بيمر بنفس المواقف، وبتقولي إزاي البوستات ساعدتها جدًا"، فيما يرسل لها أحيانًا المتلعثمين أسئلة طبية، غير أنها تخبرهم بضرورة التوجه لأخصائي.

كانت استعدادت رؤى لليوم كبيرة، كثفت مجهودها لإعداد محتوى خلال اليوم العالمي للتأتأة، لتجذب الأنظار بشكل أكبر للقضية والتوعية حول الأمر، تُفكر في ترشيح عددًا من الأفلام أبطالها من المتأتأين، أو استضافة متلعثمين من خلال صفحتها للحديث بشكل توعوي أكبر.

رغم المشقة التي قابلتها رؤى من خلال مواقف مختلفة قديمًا، إلا أن قراءتها عن النصائح والتوعية شكلت فارقًا نفسيًا لها، جعلها واثقة في نفسها بشكل أكبر حتى في أبسط التفاصيل، تتمنى أن تكون المبادرة خير داعم لرفاقها، وأن يتفهم المتعاملين مع المتأتيء أهم الأساسيات، فيما تنصح المتلعثمين "بأنه أهم حاجة يتقبل نفسه بيتكلم إزاي، لأن الناس مش هتتقبله إلا لما يتقبل نفسه"، وهو ما جرى مع رؤى بالفعل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان