لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحياة في "زرايب البراجيل".. عمل بالوراثة وعيش وسط أكوام القمامة

04:35 م الإثنين 04 أكتوبر 2021

زرايب البراجيل

كتب- محمود الشال:

كان الهدوء يخيم على المكان، أمس الأحد، باستثناء صوت احتكاك ناتج عن زجاجات البلاستيك، التي يقوم عمال بفزرها، دونما اكتراث بحريق ضخم، شبّ في عشش الزرايب بمنطقة البراجيل قبل نحو 72 ساعة، من ذلك اليوم، وكانت أدخنته لا تزال تتصاعد، وأثاره باقية؛ أكوام الرماد تملأ المكان، سيارة إسعاف تقف خلف سياج من الصفيح، واثنين من رجال الحماية المدنية، يترقبون أدخنة لا تزال تتصاعد بعد حريق استمر لساعات قبل السيطرة عليه.

في المنطقة التي تقع على الطريق المؤدي من محور أحمد عرابي إلى قرية كمبرة، وتمتد على مساحة كيلومتر مربع تقريبا، تظهر عبارة "ممنوع حد يرمي زبالة"، على حائط يصل ارتفاع المخلفات أسفله إلى حد ليس بقليل، خطها صاحب مصنع حديد في مدخل منطقة الزرايب، فيما يقول محمد حسن، المقيم بالمنطقة، إن أهالي المساكن الملاصقة للزرايب يؤيدون الأخبار التي تخرج من وقت لآخر عن إزالة العشش، خاصة في ظل الرائحة الكريهة التي تعم المنطقة، وما ينتج عنها من أمراض صدرية تصيب الاطفال.

صورة 1

لكنّه في الوقت نفسه يتحدث عن مصلحة العمال في المنطقة "وضرورة توفير أماكن بديلة لهم، واستغلال الموقع المتميز للزرايب"، حيث تأخذ المنطقة شكلاً هندسياً، ويقسمها طريق داخلي مزدوج إلى قطعتين، الأولى ملاصقة تماماً لكتلة سكنية، أما الثانية فتقع جميعها في أحضان الأراضي الزراعية، فيما تتفرق تجمعات الزرايب على مساحة 170 فداناً تقريباً بمدينة أوسيم.

تغيرت ملامح المنطقة بعد الحريق الذي اندلعت شرارته، مساء الخميس الماضي، واستمر لساعات قبل أن يسيطر رجال الحماية المدنية عليه بعد نحو 8 ساعات، بعد الدفع بثماني سيارات. تحول المكان إلى أرض فضاء، بعد أن كانت عشش الصفيح المصقوفة بالقماش تتزاحم متلاصقة، خارجها تقف جوالات القمامة مصطفة تنتظر فرزها داخل العشش.

"هنا العمل بالوراثة" يقول عيد (17 عاماً) إنه ترك المدرسة وبدأ العمل بعد وفاة والده، قبل نحو عامين، يقول بينما ينحني لفزر زجاجات المياه البلاستيكية "بعد وفاة أبويا بقيت أنا المسؤول عن مصاريف البيت، والدي كان شغال هنا وجيت مكانه، وراضي بشغلي والحمد لله".

يصل متوسط يومية عامل الفرز إلى 80 جنيهاً، ويبدأ العمل من الثامنة صباحاً وحتى غروب الشمس، فيما يقدر عيد عدد العاملين في منطقة الزرايب بنحو 250 شخصاً، لا مصدر دخل لهم سوى فرز القمامة والمخلفات، الأغلبية أعمارهم أقل من 30 عاماً "ده كمان بخلاف تجار الخردة وجامعي القمامة اللي بييجوا من كل مكان. هنا بتتجمع كل مخلفات محافظة الجيزة"، يقول عيد.

في مدخل الزرايب اختار المعلم رضا مكاناً لورشته، يعمل الرجل في صناعة وصيانة عربات الكارو، التي كانت وسيلة النقل الوحيدة في المنطقة قبل أن "يظهر التروسيكل وحالي مبقاش زي الأول، لكن الحمد لله ماشية لإنهم بيعتمدوا لسه على عربيات الكارو وكلنا بنشغل بعض".

صورة 2

يعيش أهالي المنطقة في ظروف صعبة، خاصة مع قدوم فصل الشتاء، وأمطاره الغزيرة التي تتساقط على "العشش" فتغرقها في برك المياه، لذلك يخشى شحاتة المقدس نقيب الزبالين، من تكرار السيناريو السنوي، وغرق العشش مع اندلاع العواصف، مثل عاصفة التنين في العام الماضي تؤدي إلى وقوع خسائر بشرية مثل ما حدث في الزرايب بمنطقة 15 مايو.

فيما يأمل الرجل أن يتم تحويل العشش إلى عمارات سكنية لتسكين العمال في مناطق آدمية، على أن تحوي أسفلها حظائر لتوفير بيئة عمل مناسبة وفي نفس المكان للعمال، أسوة بمشروع زهور 15 مايو.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان