لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"باي باي يا بحر".. أطفال المكس يودعون البراح واللعب على الرمل

06:03 م الأربعاء 06 أكتوبر 2021

أطفال منطقة المكس بالإسكندرية يلعبون

كتبت: هبة خميس

بين أصوات الأمواج والنوارس تعلو الطائرات الورقية، بين الزوارق الصغيرة والصخور تختبيء ألعاب الطفولة ونزقها، تلمحهم يختبئون في لعبة العسكر وحرامية وسرعان ما يفزعك أحدهم "كهربااا" .

بين الشاليهات الخشبية والرمال اعتاد الطفل "آدم" بمجرد صحوه من نومه يوم الجمعة أن يفتح باب البيت لينضم لأصدقائه في اللعب، لا شيء في أهمية تلك الساعات التي يقضيها الصغير في اللعب على أرض المكس بالإسكندرية.

01

"مجرد ما افتح عيني يوم الإجازة، أصحابي ييجوا لي واطلع ألعب معاهم" بعفوية يقول آدم. في الصيف اليوم مضبوطاً بدقة؛ بعد تناوله الإفطار يتحرك آدم على الرمال، فالجلوس أمام البحر ولعب تلك الألعاب التي يحبها الأطفال بعيداً عن الهاتف المحمول والتابلت والتليفزيون هي العالم الذي يعرفه الصغير. يلعب "آدم" مع أصدقائه وفي أوقات الراحة يجلسون أمام البحر للحكي، غير أن تلك الأوقات أصبحت في عِداد الذكرى.

قبل أسابيع، بدأ العمل لتنفيذ مشروع تطوير ميناء الإسكندرية، وإنشاء ميناء المكس، المخطط إقامته كمشروع قومي يستهدف تحويل الإسكندرية "لميناء تجاري عالمي"، وهو ما يترتب عليه التحرك لإخلاء المنطقة من المواطنين المقيمين حيز المشروع على أن يتم تعويض المتضررين كما أعلن مجلس الوزراء.

يسكن "آدم" بمنطقة الورديان القريبة من المكس لكنه اعتاد مساء كل خميس التحرك مع والدته و أخواته للمبيت عند جديه أمام البحر بالمكس. في الأسبوع تكون تلك فسحة "آدم" في البراح أمام الأمواج، وفي مساء السبت يعود مع والدته لبيتهم بالورديان لينتظر نهاية الأسبوع مرة آخرى.

"لما عرفت ان المكان هنا ممكن ميبقاش موجود عيطت أنا وأصحابي، أحنا اتعودنا عالبحر هنا واللعب ونبقى براحتنا في المكان". لا يعلم الطفل كيف يودع المكان الذي يحتضن إجازته الأسبوعية ويمثل له المفهوم الطفولي للحرية والبراح.

02

خطوات قليلة يقطعها "زيدان" طفل الثمانية أعوام كي يتحرك من بيته على الرمال حتى تجمع أصدقائه، اعتاد الطفل على المساحة المفتوحة أمام المنزل وصوت البحر يؤانسه ورفاقه في الخلفية ويعطر الجو، لكنه الآن لا يعلم ما تحمله الأيام المقبلة"أنا اتولدت هنا ومتعود ألعب برا البيت وقصاد البحر، لما بضطر أفضل في البيت بحس إني محبوس مش عارف لو رحنا مكان تاني هعمل ايه؟ ".

يفضل "زيدان" لعب الكرة لأوقات طويلة والراكيت، وكذلك الاختباء بين القوارب على الشاطيء مع متابعة الصيادين يخرجون بصيدهم. لا يعرف الطفل مصطلحات مثل الخوف والقلق لاعتياده الأمان وسط الشاليهات الصغيرة ومع السكان الذين يعرفون بعضهم البعض، حتى زوار المكان لا يخشاهم لكنه يشعر بالفضول تجاههم .

قرب الطفل من البحر يلغي الخوف منه ففي أيام الصيف يبيت ليله مع الأصدقاء على الرمال وبين الأمواج ليعود لبيته صباحاً وينام .

03

من بيتها الأقرب للشارع والبعيد عن البحر تتحرك "روفان" في بداية اليوم تجاه أصدقائها الذين ينتظرونها ليلعبوا سوياً. تقول صاحبة العشرة أعوام "بنلعب عى طول قصاد البحر وأيام المدرسة برجع من المدرسة أكمل لعب معاهم، البحر والشارع أهم حاجة عندي وأكتر أماكن بحبها".

في إجازة الصيف يعود أقارب "روفان" من السعودية حيث يقيموا، تعرفهم على أصدقائها ويستئنفون اللعب سوياً "لما بييجوا بيقلولي يا بختكم أنتم هنا براحتكم وقصاد البحر".

تستشعر الطفلة النعمة التي تعتادها، لكنها اليوم لا تعلم كيف تصبح ذات غد وهي بعيداً عن البحر؟ كيف تعيش في بيتاً مغلقاً عليها ومع أصدقاء آخرين ؟. لا يعلم أطفال امكس الذين اعتادوا البراح كيف يصبحوا مثل باقي الأطفال المتعلقة أعينهم بالهواتف والشاشات .

وداعًا المكس.. النسائم الأخيرة لأهل البحر قبل الرحيل (ملف خاص)

قصة غرام مع البحر.. مرثية أهالي المكس لذكرياتهم قبل الرحيل (صور)

"فينيسيا" بين الشرق والغرب.. كيف تجولت كاميرا السينما؟

في وداع المكس.. جولة لإلقاء النظرة الأخيرة على المنطقة التراثية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان