خدمات جديدة.. كيف استفاد "سيجنال" من أزمة "فيسبوك"؟
كتب- محمد زكريا:
المستخدم هو السلعة التي تتنافس عليها شركات التكنولوجيا. ولأجل جذبه لخدماتها، تسابق وسائل التواصل الاجتماعي الزمن بالتحديثات. تنافس بين اللحظة والأخرى، يكون فيه استغلال ثغرات المنافس مشروعا. هذا ما حاول تطبيق سيجنال، مستغلا الأزمة التي وقعت فيها شركة فيسبوك مؤخرا.
ربكة حول العالم، سببها تعطل خدمات شركة فيسبوك عن العمل لحوالي ست ساعات، بسبب ما أرجعته الشركة إلى "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم التي تربط المنصات بمستخدميها".. أحدثك هنا عن تطبيقات فيسبوك وواتس آب وانستجرام، الأكثر استخداما حول العالم.
أكثر من مليار دولار، قد تكبدهم العالم، جراء انقطاع خدمات فيسبوك وواتس آب وانستجرام، ويبلغ عدد مستخدميهم حوالي 3.5 مليار شخص، وفق تقديرات شركة "نت بلوكس" المعنيّة بمراقبة تعثر الانترنت حول العالم.
فجرت الأزمة نقاشات طويلة حول مدى تأثير تلك التطبيقات على حياتنا اليومية، وعلى مجتمعات الأعمال التي تعتمد أساسيا على تلك التطبيقات. طُرحت تساؤلات؛ كيف تكون الحياة في غيابها؟ وهل المستخدمين والشركات في أمسّ الحاجة لمنصات بديلة لتلك التي يستخدمونها بشكل أساسي في حال تكرر موقف كهذا؟
تطبيق سيجنال، دخل على خط الأزمة، بمعنى أدق أراد لو أن يستغلها، تزامنا مع زيادة عدد مستخدميه خلال الأيام الفائتة، بإصداره لتحديثات جديدة تصل إلى الهواتف العاملة بأنظمة "أندرويد" و"iOS".
واحدة من مزايا سيجنال الجديدة، كانت زيادة عدد المشاركين المتاح دخولهم للمحادثات الجماعية إلى 16 شخصا، وهي ضعف الحد الأقصى الذي يتيحه واتس آب.
وثانية توفر للمستخدمين إمكانية تصميم مجموعاتهم الخاصة من الملصقات التعبيرية ليتمكنوا من مشاركتها مع أصدقائهم.
وثالثة أبدعتها لمحبي تدوين الملاحظات، فقدمت ميزة "Note to Self"، وتسمح للمستخدم بالوصول إلى نصوص دونها عن طريق مختلف الأجهزة المسجل عليها حسابه.
ورابعة أتاحت للمستخدمين إمكانية التحكم في مدة صلاحية الرسائل ذاتية الاختفاء، لتبدأ من 30 ثانية وتصل إلى شهر كامل.
يعتقد استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي، أن تطبيقات كسيجنال وتليجرام وداستا، كانوا الأكثر استفادة من العطل الذي تعرضت له تطبيقات شركة فيسبوك.
ورغم أن تليجرام هو الأكثر شعبية في مصر في حال استبعدنا واتس آب، بحسب استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، إلا أنه لا يفضل الاعتماد عليه، وله في ذلك أسباب: "لأنه يدعم المحتوى غير المرخص، والمسروق غير آبه بحقوق الملكية".
بعكس سيجنال، الذي يعتبره بديلا آمنا، وضروريا، مثله مثل تطبيقات أخرى، يرى أنه من الضروري الاعتماد عليها، "فمثل الخلل الذي شهده العالم خلال الأيام الماضية، يفرض البحث والاعتماد على قنوات بديلة" يضيف الحارثي.
خلال ساعات العطل الذي تعرضت له تطبيقات فيسبوك، زادت المدة التي يقضيها المستخدمون على خدمة سيجنال بنسبة 15%، وكانت في المركز الأول لقائمة التطبيقات المجانية على متجر "أبل ستور" في بولندا، وضمن العشر الأوائل في 35 سوقا حول العالم.
لكن ذلك لا يعني في نظر الحارثي، أن سيجنال قادر على كسب المنافسة مع واتس آب، رغم زيادة عدد مستخدميه خلال توقف الأخير، ولذلك أسباب يعددها في حديثه لـ"مصراوي": "يملك واتس آب بنية تكنولوجية ومادية عملاقة، كما أنه الأسهل والأسرع في الاستخدام".
يشكو بعض مستخدمي سيجنال من تأخر خدمة التراسل الصوتي وضعف خدمة "فويس نوت".
لكنه يبقى بديلا مهما في نظر الحارثي لمنافسة واتس آب على مستخدمي خدمات تطبيقات المراسلة المجانية.
فيديو قد يعجبك: