لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ليست في مصر.. صاحبة صورة «شباك الموظفين» في غزة تروي كواليسها

08:47 م السبت 09 أكتوبر 2021

شباك الموظفين

كتب- عبدالله عويس:

تصوير- فاطمة شُرَّاب

كالنار في الهشيم انتشرت الصورة. شبهها البعض بلوحة فنية دقق تفاصيلها فنان بريشة رسم. أذرع تمتد عبر شباك ضيق، في إطار يشبه إطار اللوحات. ومن خلفه تكدس أشخاص فوق بعضهم. وبين أياديهم أوراق للحصول على تصاريح عمل.

الصورة التي عدها البعض، أيقونة للبيروقراطية حيثما كانت، شاع أنها في مصر، لكن ملتقطة الصورة فاطمة شراب، والتي لم تكن على علم بأنها ستلقى ذلك الانتشار، تدحض ذلك كله. كان المشهد داخل الغرفة التجارية بمحافظة الوسطى بقطاع غزة في فلسطين.

والواقفون خلف الشباك، بعض سكان القطاع المحاصر المأزوم، الباحثون عن تصريح للعمل داخل الأراضي المحتلة. ولم يكن بإمكانها وفريق العمل الدخول إلى مقر العمل نتيجة الزحام الذي تقدره الشابة بالآلاف.

في عام 2017 بدأت فاطمة ذات الـ29 عاما، العمل داخل تلك الغرفة التجارية في مجال المحاسبة. لكن إيقاف تصاريح العمل منذ 2019 وحتى عودته الأيام الماضية، خلق ذلك الزحام في ظل مخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وما زاد أزمة الزحام، أن بعض الشروط التي كانت مفروضة سابقا للحصول على ذلك التصريح، تم إلغاؤها، كاشتراط الحصول على سجل تجاري، لكن الأمر صار فقط بالهوية الفلسطينية، والحصول على لقاح لفيروس كورونا.

2

تفاديا للتكدس، قرر المكتب فتح أبوابه لـ5 أيام، بدأت الخميس الماضي، بوجود 4 شبابيك للغرفة التجارية تلك، والعمل سيكون لـ12 ساعة بدلا من 8 ساعات. لكن البعض تسابقوا إلى المكان قبل ذلك بيوم لحجز مكان فحسب، ولذلك لم يكن بإمكان العاملون الدخول إلا بحضور رجال الأمن.

تقول فاطمة إنها لم تر هذا المشهد من قبل، ورغم عملها في المحاسبة إلا أنها تركت ذلك العمل ومدت يد العون لزملائها: «كان الناس يقفزون من على الأسوار، ويتصارعون للوصول إلى الشباك، الكل يرغب في فرصة عمل، الظروف هنا صعبة، والأوضاع مزرية» تحكي الشابة.

كانت ذات الـ29 عاما تعمل على إدخال البيانات في جداول إلكترونية، ومن ثم ترسلها إلى وزارة الشؤون المدنية، وهي بدورها ترسلها إلى الجانب الإسرائيلي. وبين الخوف من ذلك الزحام وتداعياته، سواء على المستوى الصحي لوجود فيروس كورونا الذي يفرض التباعد، أو على مستوى الشجار الذي قد ينشأ بين الواقفين، كانت الشابة تعمل بجد لمساعدة الواقفين لساعات.
1

خلال لحظات العمل، صباح الخميس الماضي، التقطت فاطمة تلك الصورة. ورغم وجود مصور يوثق الحدث بالأساس إلا أن صورتها انتشرت بشكل كبير، إلى الحد الذي دفع المصور لإرسال رسالة لها مفادها أنها فاقت عمله وتجاوزته بهذا الانتشار.

تقول الشابة عن الصورة إنها «تشبه لوحة فنية لأشخاص يرغبون من مغادرة رحم المعاناة، والشباك كان بمثابة الحياة، والأمل متعلق به». ورغم أنها لا تعمل في مجال التصوير وإن كانت تهواه، فإن البعض طلب منها شراء تلك الصورة، لكنها حتى الآن لم تبت في الأمر.

3وتعتبر الشابة أن «البيروقراطية تتبدى في الصورة بشكل كبير، وتعبر عن الشعب العربي خلف الشباك عموما». لكنها تبدي أسفا على المشهد الذي يحاول فيه البعض الحصول على عمل في ظل الاحتلال.

لم تذهب الشابة للعمل خلال اليوم، السبت، لكنها ستعود في الغد، ولا تعرف ردود فعل زملائها في المكان بعد. لكنها تبدي دهشتها من الذين سرقوا الصورة، ونشروها على صفحات خاصة بهم بمخالفة للتفاصيل الحقيقية المتعلقة بها.

رئيسيةوفاطمة ابنة لسيدة مصرية، كانت تعيش في محافظة الإسماعيلية، وحصل جدها على الجنسية المصرية. لكنها ولدت في الإمارات واستقرت في قطاع غزة منذ عام 2011، وكانت قبل ذلك تقضي أكثر وقتها إما في مصر أو الإمارات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان