زمن التقديم اختلف.. رحلة جيلين في عالم التوظيف
كتبت- شروق غنيم:
أصرّت نجوى حنفي على مصاحبة ابنتها خلال مشاركتها بملتقى "شغلني" للتوظيف، والموجه لأول مرة للسيدات فقط. لم تكن تعلم السيدة الخمسينية عن فعاليات مماثلة لإتاحة فرص عمل "الموضوع غريب على واحدة متعودة على إعلانات الجرايد".
ولأول مرة، تم تنظيم ملتقى "شغلني" للتوظيف للسيدات فقط، إذ قال عمر خليفة، الرئيس التنفيذي لمنصة "شغلني"، في بيان سابق، إن ملتقى شغلني التوظيفي للسيدات يعتبر فرصة للمرأة المصرية لتسهيل وصولها للمؤسسات والشركات والحصول على وظيفة مناسبة، ما يساعد على تمكين المرأة ودمجها في سوق العمل بشكل أكبر لتعزيز النمو الاقتصادي في مصر.
داخل المكان أخذت تتجول الأم وابنتها صاحبة الـ25 عامًا، بحثًا عن فرصة تُناسب مجالها الدراسي، إذ تخرجت في كلية الحقوق، كما تستكشف سالوناز فرص العمل في الملتقى المُنظم لأول مرة للسيدات، كانت أيضًا والدتها الخمسينية تتلمس أولى التجارب في شكل مختلف من التوظيف كما تحكي لمصراوي.
في بداية الأمر خشيت نجوى من أن يكون الأمر غير حقيقي "لأني عمري ما سمعت عن كدة، فحبيت أجي معاها اطمن"، لكن مع تواجد السيدات والشركات في المكان، استقرت السكينة بداخلها، ساعدت ابنتها للتقديم في أكثر من وظيفة عمل في مجالات إدارة الأعمال والمبيعات، بينما تأمل أن تحصل على إحداهما.
1
وقال الرئيس التنفيذي لمنصة "شغلني"، في تصريحات لموقع مصراوي، إن الملتقى "يضم وظائف جيدة جدًا، وذلك برواتب تبدأ من 2500 جنيه وحتى 10 آلاف جنيها، لافتًا إلى أن الوظائف تشمل سياحة وفنادق ومحاسبة وهندسة وسوشيال ميديا وخدمة عملاء وكاشير وغيرها من الوظائف الأخرى.
وقف محسن محمد يتفحص ورقة الوظائف، يتابع ما هي الفرص الموجودة من أجل ابنته، الخريجة حديثًا في كلية الحقوق، بينما يسعد بالتجربة وإتاحة مئات الفرص للفتيات "فكرة ملقى للتوظيف كويسة وأول مرة أشوفها".
يتذكر الأب صاحب الـ63 عامًا حال البحث عن الوظائف خلال الثمانينات، حيث بدأ العمل في تلك الفترة "كنت بشوف الجرايد أو ألِف بنفسي على الأماكن اسأل لو في وظيفة لمهندس زراعي". كانت فترة صعبة بالنسبة له، إذ كان البحث عن وظيفة صعبًا "ومكنش في فرص كتير".
لكن خلال تواجده داخل الملتقى، امتّن لفكرة تجمع لفرص شاغرة في لحظة واحدة، وهو ما يُيسر الحال بالنسبة لابنته، خاصة أنها خريجة حديثًا ولا تعرف بعد كيفية البحث عن فرصة عمل "وأنا كمان مش عارف أساعدها، مبقاش في إعلانات في الجرايد زي زمان، وعلى النت في حاجات كتير مزيفة مش حقيقية.
ما كان مميزًا بالنسبة للأب الستيني خلال التجربة، وجود كافة الفرص للفتيات والسيدات وحسب، وهو ما اعتبرها خطوة قوية لدعم الفتيات في العمل "في إعلانات بتبقى كتير بس عايزين شباب"، فيما يتمنى أن يكون الملتقى سببًا حقيقيًا في توظيف صغيرته.
ويقول الرئيس التنفيذي لمنصة "شغلني"، إن المرأة في مصر تمثل ما يقرب من نصف إجمالي تعداد السكان في مصر، حيث بلغت مساهمة المرأة في قوة العمل 14.3% من إجمالي قوة العمل (15 سنة فأكثر) مقابل 67.4% للرجال، كما بلغ معدل البطالة للإناث 17.7% مقابل 6% للذكور، وبلغت نسبة الإناث المشتغلات (15 سنة فأكثر) 11.8% مقابل 63.4% للذكور.
بدا الارتباك على إلهام محمد في الحدث، لم تكن قد فهمت بعد كيفية الوصول للوظائف المُتاحة لكل تخصص، غير أنه بعد التجول قليلًا حول المكان، فطنت وابنتها الأمر.
أرادت إلهام مرافقة ابنتها خلال تلك التجربة، خاصة أن الأخيرة لم تكن مُتحمسة للمجئ "كانت خايفة إنه ميبقاش في فرص حقيقية أو متتقبلش في حاجة". أصاب الإحباط الابنة سابقًا، إذ لم تُقبل في عدد من الوظائف التي تقدمت لها أو عدم وجود فرص مناسبة.
خلال الفترة الماضية، كانت تتابع إلهام وابنتها المواقع المتخصصة للتوظيف على الإنترنت، لمساعدتها في الوصول لوظيفة تلائم تخصصها في مجال التربية، غير أن الفرص كانت قليلة "لكن لما جينا هنا اكتشفنا إن في نوع وظائف ينفع معاها، وفي أريحية في التعامل"، تجولت الأم برفقة ابنتها حتى استطاعت التقديم في أكثر من فرصة عمل، حاولت في نهاية اليوم محو الإحباط عن نفس ابنتها "دي تجربة وهنخوضها، سواء جالها شغل أو لاء، أهو بنسعى".
فيديو قد يعجبك: