مواهب غنائية صغيرة.. محمد ومايا من ذوي القدرات الخاصة يُبهران جمهور ملتقى "أولادنا"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت وتصوير- شروق غنيم:
طيلة شهور مضت، استعد الصغيران للحدث الكبير، لأول مرة يؤديان عرضًا غنائيًا على المسرح أمام جمهور، لحظة استثنائية طالما حلموا بها. فستان أبيض أطلّت مايا محمد، وبدلة سوداء تُزينها بابيون خضراء اللون، جلس محمد أسامة استعدادًا للفقرة الخاصة بهما، في ملتقى أولادنا لفنون ذوي القدرات الخاصة، وبينما يهّم العالم للاحتفال بيوم الطفل الدولي، شدا الطفلان "أنا إنسان زي زيّك، ليا حقي في الحياة".
وأُعلن يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام، ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل والاتفاقية المتعلقة بها.
أمام المسرح وقفت أسرة الطفلين، يهتفون بعلو أصواتهم"الناس كلها بتشجعك يا حمودي ويا مايا"، منذ صغرها أحبّت مايا الغناء، غير أن الأمر ظل رهين حضانة جمعية نداء لتأهيل ذوي القدرات الخاصة، إذ تحضر حصصًا للموسيقى للمدرب أحمد سعد، كما تحكي والدتها منى محمد لمصراوي "كل الأنشطة الفنية بتعملها وسط زمايلها، لكن أول مرة تبقى قدام ناس جديدة عليها".
كتمت الأم شعور التوتر حتى لا يتسلل إلى نفس طفلتها، ظلت تدعمها بحديثها، بينما تسأل مايا، صاحبة السبعة أعوام "ماما أنا دوري إمتى؟". بحماس خرجت الصغيرة برفقة صديقها محمد على المسرح في انتظار بدء الموسيقى، وما أن شعروا بتعطلها، حتى تحدثوا بعفوية جذبت انتباه الحضور أجمع، "محمد: في إيه؟ هو الموسيقى باظت؟.. لترد عليه مايا: "استنى إحنا لسة هنبدأ كمان شوية".
وراء الكواليس، وقفت محاسن محمد، أخصائية تأهيل ذوي الإعاقة داخل جمعية نداء، تتغلف بمشاعر الفخر كلما نظرت إلى الصغيرين، حاولت أن تظل في مُحيط المكان "كنت بحاول مبعدش عن المسرح عشان يحسوا بوجودي وميحصلش أي توتر"، فيما أخذت تهتف تشجيعًا لهما "ألطف حاجة أنهم على طبيعتهم، وده اللي جذب اللي موجودين".
رفع الحضور هواتفهم المحمولة محاولين توثيق طاقة البهجة التي تنبعث من روح الصغيرين، ومزيج الكلمات مع الموسيقى "أنا إنسان زيي زيك ليا حقي في الحياة.. وزي ما أنت بيفرح قلبك، خلي قلبي يفرح معاك.. وخدني لدنيتك عيشني، وبنور فرحتك فرفشني".
قابلت الأخصائية الصغيرة مايا قبل سنوات، ورغم أنها لم تعد في الجمعية لانضمامها إلى مدرسة النور والأمل للكفيفات، إلا أن التواصل لا ينقطع بين محاسن والطالبة بالصف الثاني الابتدائي "أنا بعتبرهم ولادي، وبفضل اطمن عليها طول الوقت، وأتابع وصلت لإيه في مواهبها المُتعددة".
على المقعد جلس محمد أسامة، بينما تحاول والدته تهيئة بابيون الصغير الذي يتزين به عُنقه، تستعيد معه كلمات الأغنية، وتدعمه قبل الصعود إلى خشبة المسرح لأول مرة، لكن صاحب الثمانية أعوام لم يخشَ التجربة، بل انطلق بعفوية في فقرته، ليُبهر كل الحاضرين.
مواهب مُتعددة يحملها الصغير، كما تقول محاسن، إذ يشارك في عدد من الأنشطة داخل الجمعية مثل التأهيل بالموسيقى والفني "كل طفل له برنامج خاص حسب احتياجاته، ومحمد بدأ معانا الرسم للمكفوفين، والتأهيل الحركي".
تأسست الجمعية عام 1997، إذ تعني بالأطفال من ذوي الإعاقات المُتعددة، ومقرها الرئيس في القاهرة، بينما لها فروع أخرى بالإسكندرية وأسوان والمنصورة "هدفنا نأهلهم للاعتماد على النفس في الحياة المعيشية، وإزاي يعرفوا يعبروا عن نفسهم"، كما تضيف محاسن، إذ يتلقى الصغار مهارات معرفية وحركية ورعاية ذات.
تحاول الجمعية نشر برامج التأهيل للأطفال من الإعاقات المُتعددة، في أماكن مختلفة، لذا عقدت بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مؤسسة بيركنز الأمريكية للتأهيل، لافتتاح خمسة فصول تخدم الصغار في المدارس "عشان ميبقاش مقتصر بس على الإعاقات من صم أو كف بصر"، فضلًا عن بروتوكول آخر مع وزارة التضامن الاجتماعي لتعليم الأخصائيين في المراكز الأخرى لتأهيل الصغار من متعددي الإعاقة.
خلال الأشهر الماضية، جرى العمل داخل "نداء" على قدم وساق، اختار مدرب الموسيقى والجمعية مايا ومحمد لتمثيلهم في الملتقى، رغم عدم تأديتهم في الخارج من قبل "الاثنين بيحبوا الغناء جدًا، ومخارج الحروف صحيحة وقادرين يحفظوا الأغاني". بحماس ما إن انتهت الفقرة الغنائية، هرول الصغار في اتجاه أسرتهما و"ميس محاسن" فرحين، يتساءلان عن ردود فعل الجمهور "سمعناهم بيسقفوا لنا كتير".
انتهت الفقرة الغنائية، إلا أنها زادت الصغار شغفًا وفرحة تجاه موهبتهما، بينما امتّنت أسرتيهما للتجربة إذ أخرجت الطفلان من الخجل واستطاعوا تقديم عرضًا أمام جمهور جديد "والأحلى أنها اديتهم ثقة في نفسهم يكملوا في اللي بيحبوه"، تقول والدة مايا.
فيديو قد يعجبك: