مصراوي يحاور المرممة التي استقبلت الرئيس في افتتاح طريق الكباش
كتب- محمد مهدي:
أثناء الافتتاح المهيب لطريق الكباش بمحافظة الأقصر كان يتعين على مرممة الآثار منال شوقي أبو الدهب استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي في مدخل صالة عيد الأوبت، من أجل الترحيب به والحديث عن دور المرممين في العديد من المناطق الأثرية بالمنطقة، مسؤولية صعبة تحدثت عنها السيدة الثلاثينية في حوارها مع مصراوي.
كانت أبوالدهب، إخصائية الترميم بمعبد الأقصر متواجدة في لقاء جمع عدد من العاملين في مجال الآثار بالدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، قبل يومين من حفل الافتتاح "اتكلمناه معاه والدكتور مصطفى وزيري عن الحاجات اللي حققناه في مشروع طريق الكباش وفي المحافظة" كان تسرد الجهود المبذولة بعفوية شديدة وبلهجة أهل البلد حيث تنتمي إلى منطقة العديسات وبعد انتهاء التجمع فوجئت باختيارهم لها باستقبال الرئيس.
"قالولي تم اختيارك عشان تقولي كلمة الترحيب للريس، حسيت برهبة ومسؤولية كبيرة" كانت ترغب في تفاصيل الكلمة التي ستقولها إلى الرئيس ليرد عليها وزير السياحة والآثار "قولي اللي يطلع من قلبك، متحضريش حاجة، وأهم شيء بلاش توجهيلي أي شكر" عندما عادت إلى البيت أبلغت أفراد أسرتها بالأمر، سادت حالة من الفرحة من أنحاء المكان غير أنها القلق كان يسري في قلبها "أهلي كانوا بيشجعوني على قد ما يقدروا".
بالأمس تم افتتاح طريق الكباش البالغ طوله 2700 متر، في حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث استمرت فعاليات الحفل الكبير لحوالي ساعتين، قدم فيهم الفنانون عروضا مختلفة تُحيى تاريخ المصريين العريق.
جرى إبلاغ المُرممة الشابة بموعد تواجدها في الحفل "احتاجت اروح قبلها بشوية عشان الإجراءات المختلفة المطلوبة". اختارت بنفسها الزي الذي سترتديه في تلك المناسبة التاريخية، حاولت ترتيب أفكار الكلمات التي ستقولها أمام الرئيس "عن الجهد الضخم اللي اتعمل في الأقصر بدعم من سيادته" عندما وصلت إلى المكان المنشود علمت بالنقطة التي ستقف عندها "ومع بداية الحفلة وتقديم الوزير ليا بدأت أتكلم".
تسارعت نبضات قلبها من هول اللحظة "الوقوف قدام الرئيس مش حاجة سهلة، لكن في ثواني بقيت أحسن لأنه كان متفاعل وبيهتم بالكلام" ظهرت كما بدت للعالم أجمع على شاشات التفزيون، متماسكة وتتحدث برصانة شديدة حتى عندما قاطع الرئيس تسلسل حديثها "كنت بشكره قالي إنكم أصحاب الجهد، فبلغته إن كلامه الداعم كان دايما بيوصلنا واحنا شغالين" وبعد انتهاء الدقائق المخصصة لها غادرت المكان في منطقة محددة لها سلفا.
تواجدت أبوالدهب في المكان المخصص لرجال التصوير "تابعت معاهم تفاصيل الاحتفالية، وكنت مبسوطة بافتتاح طريق الكباش، الشغل اللي بقالنا سنين شغالين عليه" حيث انهمكت لسنوات عديدة رفقة زملائها في عمليات الترميم وكانت تتمنى دائما إلقاء الضوء على الجهد الضخم الذي يدور في المنطقة منذ أعوام عديدة، إذ انتهت مرحلة متقدمة من الطريق الممتد من معبد الأقصر حتى معبد الإله خونسو بالكرنك بطول 2700 متر.
عقب انتهاء الاحتفالية الضخمة مباشرة تلقت أبوالدهب اتصالا هاتفيا من زوجها الذي يعيش في إيطاليا، يسرد لها بحرارة متابعته لكافة التفاصيل عبر شاشة التلفزيون وشعوره بالفخر الكبير تجاه ظهورها في هذا الحدث الفريد "الحقيقة كلامه كان كله دعم ليا ومساندة، وهو كان عنده شغل وخد اجازة عشان يتفرج على الافتتاح".
ترى أبوالدهب أن تلك التجربة التي مرت عليها من أفضل الأوقات في مسيرتها التي بدأت منذ تخرجها من كلية آثار جنوب الوادي دفعة 2010 وتعيينها مع أوائل الخريجين للتنقل ما بين "أبيدوس ثم المخازن المتحفية في القرنة ثم المخازن المتحفية في منطقة أبوالجود" قبل أن تنتقل للعمل في المرحلة الثانية من طريق الكباش عام 2017 بصفتها عضوا في المركز العلمي للتدريب الأثري بمصر العليا "ثم انضمامي لفريق العمل في معبد الأقصر" فيما تعتقد أن احتفالية طريق الكباش هي بداية لمزيد من الخطوات الجادة في الفترة المقبلة بالمنطقة.
فيديو قد يعجبك: