لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- "ضحك ولعب".. حكايات من ملتقى الأراجوز الثالث للأطفال

08:11 م الثلاثاء 30 نوفمبر 2021

كتبت وتصوير- شروق غنيم:

"قرب قرب قرب.. اقف هنا واتفرج"، يحمل إسلام حجازي المسرح على عاتقه، بينما تُحرك يداه الأراجوز، يتحلق الأطفال حوله لمشاهده مسرحية "لازم تصلح غلطتك"، التي تعرضها فرقة الكوشة للعرائس للمرة الثانية، ما أن نطق الأراجوز وصفق الصغار بحماس، يحل الصمت وينتبهون لتفاصيل الحكاية، يتفاعلون مع مُجريات الأحداث، يضحكون وفي نهاية العرض، يودعونه وقد أسعد يومهم.

للمرة الثالثة يُقام ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية، والذي يُقيمه المركز القومي لثقافة الطفل، برئاسة الكاتب محمد ناصف، واستمرت فعالياته على مدار ثلاثة أيام بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب.

1

وضم الملتقى عددًا من الفعاليات والعروض المختلفة؛ إذ نظم معرض لوحات الأطفال بعنوان "الأراجوز في عيون الأطفال"، ومعرض لأحدث إصدارات المركز وعلى رأسها مجلد الدراسات والذي يحتفل المركز باليوبيل الذهبي لإصداره في عدده الخمسين ويحتوي على حواديت أراجوزية كتابة الشاعر سيد لطفي السيد، والممثل أحمد جابر.

فضلًا عن عروض أخرى، مثل عروض فرقة "الكوشة" المستقلة للعرائس، ومعرض "نمرة أراجوز" لعروسة الأراجوز لكلية التربية النوعية جامعة القاهرة بإشراف الدكتور أسامة محمد علي.

2

لم تكن المرة الأولى التي يشاهد فيها أدم محمد، صاحب الثمانية أعوام، الأراجوز، لكن في كل مرة لم يفشل في أن يسعده. ينتظر من العام للأخر برفقة أصدقائه في مدرسة السلام الابتدائية، لحضور العرض "بحب أتفرج عليه عشان بيضحكني"، يقولها الصغير.

خلال الملتقى في نسخته الثالثة تواجد بعض طلاب المدارس برفقة مُعلميهم من أجل حضور فعاليات "الأراجوز". من مدرسة حسني العقاد بالسيدة زينب، جاءت المدرسة ياسمين أحمد، برفقة طلاب من الصف الثالث الابتدائي، بعدما تلقت دعوة للحضور.

تستمتع المعلمة برفقتهم بمشاهدة العروض المسرحية، فيما يسعد الأطفال أيضًا بورش الحرف اليدوية التي تُنظم ضمن فعاليات الملتقى "فكرة أنهم يعملوا حاجة بإيديهم وياخدوها معاهم للبيت بتبسطهم، وبيفضل فاكر أنه عمل حاجة بإيده".

3

للمرة الثالثة تشارك فرقة الكوشة للعرائس لي الحدث، يحكي ناصف عزمي مؤسس الفرقة لمصراوي، أنها تأسست عام 2000، غير أمها توقفت بعد العرض الأول وعادت مجددًا عام 2012 "هدفنا أننا نحيي فن الأراجوز".

تنطلق الفرقة في الشوارع، تقتنص البهجة من الجمهور في الأماكن العامة وتعيد للأذهان جولات الأراجوز من علبته الخشبية.

يحرص عزمي وفرقته على عدم تقديم الأراجوز بشكله التقليدي "بنحاول نستفيد من المشهدية الحديثة وناخد الخامة والمادة الدرامية الأساسية في الأراجوز لحاجة أكثر تركيز وتعقيد عن النمر التقليلدية اللي بتتقدم".

تهدف الفرقة بشكل أساسي لتحقيق"المتعة والفرجة الشعبية والفرجة بشكل عام، وأننا نضحك مع بعض ونقدر نتخض كلنا مع بعض والجمهور يحصل تجاوب بينه والأراجوز".

4

من خلال مسرحيتين قدمت "الكوشة" عروضها خلال الملتقى، إذ قدمت "ما تبصيش يا لولو، ولازم تصلح غلطتك"، وخلالهما حرصت الفرقة على تقديم الشخصية الشعبية بخطها الدرامي العريض "الأراجوز بيبتدي يظهر وهو مبسوط وبيغني وبيضحك ويحصل مطب يقوده لمطب أخر وهكذا، وفجأة ينتصر على كل ده بعصايته.
جرعة من البهجة تحرص الصغيرة حنين تامر عليها خلال الثلاثة أعوام الماضية. بلهفة تأتي إلى الملتقى، تقول الصغيرة بعفوية "من لما كنت في كي چي تو"، مع رفاقها من مدرسة السلام بالسيدة زينب، إذ تخب عروض الأراجوز، وورش الرسم المتاحة، تهتم بالمجيء من عام لأخر وتحرص على الطلب من معلميها.

خلال العرض يحاول بعض الصغار الالتفاف حول العلبة الخشبية التي يحملها إسلام، بفضول يبحثون عمن يتحدث بالأواجوز، يستكقون هويته، فيما تحاول الفرقة التأكيد على أنها "عروسة خشب، وبتعمل حاجات البني أدمين ميعرفوش يعملوها".

5

على مدار أيام الملتقى، يحاول المعلمون التنويع بين الصفوف الدراسية الحاضرة، تقول أمل حسن أخصائية اجتماعية بمدرسة السلام "ثاني يوم جيبنا طلاب في سنة سادسة ابتدائي، واتبسطوا جدًا لأن بعد العرض الفرقة أديتهم عرايس يلعبوا بيها ويجربوا يعملوا عرض".

وفي عام 2018 أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو، الأراجوز المصري على قوائم التراث الثقافي العالمي غير المادي.

لم يكن جميع الحضور أفواج مدعوة من المدارس، بل انضم بعض الجمهور من زوار الحديقة، من بينهم سحر الصاوي التي جائت مع أولاد شقيقتها لزيارة سريعة بالصدفة، لكن العروض جعلتهم يمكثون في المكان لمتابعته.

6

مع نهاية عرض فرقة "الكوشة"، هّم الأطفال مصفقين، يهرولون وراء المسرح المحمول محاولين توديع الأراجوز، والتسليم عليه بأياديهم الصغيرة.

يتمنى مؤسس الفرقة، والذي تم تكريمه خلال الملتقى لدوره في إحياء فن العرائس، أن تنتشر عروض الأراجوز أكثر "والناس تتعلم وتهتم بيه، وأنه يتغير مفهوم أن العروسة عشان تتكلم وتقول حدوتة، وأن أساسها حركي وفن أدائي يبسط الجمهور".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان