رثاء ومحبة ولقاء.. كيف يتذكر مُحبو "صباح فخري" مُطربهم المُفضل؟
كتبت-هبة خميس:
منذ أيام رحل عن عالمنا قامة الطرب الأصيل السوري "صباح فخري" ، وهو من أعلام الموسيقى العربية وكان له مشوار طويل في الغناء العربي بكل ألوانه من القصائد للموشحات.
تلقى محبو الفنان "صباح فخري " الخبر بحزن شديد فعشقهم له صاحب مراحل حياتهم المختلفة ليجعله شاهداً على تغيرات تلك الحياة من المراهقة للشباب والنضج.
لنشأتها في إحدى دول الخليج أثر كبير عليها، ففي سن مبكرة تعرفت الشاعرة "أماني خليل" على الكثير من ألوان الغناء العربي فسمعت صوته في صباها لتبدأ رحلة حبها لصوته.. "من وانا صغيرة جتلي فرصة اني اسمع أنواع غنا كتيرة وكنت بفهم اللهجات بسهولة الشامي والخليجي".
أحبت "خليل" سماع "صباح فخري" بشدة ومع نضجها كانت لديها الفرصة لتطلع أكثر على أغانيه لتقع في حب الموشحات الأندلسية التي غناها وأيضاً أغاني سيد درويش التي غناها الراحل بصوته ولهجة بلاده لتعطي "خليل" إحساساً مختلفاً بقربه منها.
"الميزة فيه انه مكانش معتمد عاللحن أد ما هو معتمد على صوته، ممكن يغني من غير لحن خالص وهسمع وانبسط لانه بيعمل حالة جميلة مش أي حد بيعمل زيها"، لا تمل أبداً "خليل" من سماع "فخري" فهو في رأيها شديد التنوع وكثير التجريب بصوت سحري لا يوجد من يمتلك صوتاً بتلك القوة والجمال.
منذ سماعها خبر وفاته وهي تعود كل يوم لتفتش عنه بين أغانيه، تحزن "خليل" لعدم تكرار ذلك الصوت ثانية لأنه يعتبر ملك الطرب الأصيل ونحن في عصر الأغنية السريعة لم يعد أحد يملك الوقت ليطرب الناس، متسائلة: "امتى هييجي علينا تاني صوت بالجمال دة".
لا يقابل كل معجب نجمه المفضل كل يوم، لكن من قبيل الصدف الجميلة فأثناء مرور "جمال الدين" في ميدان العباسيين في سوريا في بداية الألفية وجد نفسه وجهاً لوجه أمام نجمه المفضل "صباح فخري ".
بسبب عادة ورثها "جمال الدين" عن والده اعتاد سماع أغاني الزمن الجميل لمدة ساعة يومياً، ومن خلال ذلك الوقت المقتطع التقى بصوت المطرب الراحل "اتشديت قوي للقدود اللي غناها صباح فخري ومنها أغنية قدك المياس ويامال الشام، والقدود دي فولكلور شعبي بيتغير فيها الكلمات على نفس اللحن وكان بيتقال على صباح فخري ملك القدود الحلبية".
في بداية الألفية وعقب غزو العراق سافر "جمال الدين" إلى سوريا للعمل ليقابل "صباح فخري" صدفة فيحاول الكلام معه لتستمر جلسته معه ساعات قليلة تحدث فيها الراحل عن نشأته وانضمامه للإذاعة وتاريخه الشخصي وتطرق الحديث إلى أساتذته منهم الشيخ "علي الدرويش" وإلقائه للآذان في صباه في مساجد دمشق وأيضاً تحدث عن تغيير اسمه إذ أنه "كان متعلق بالمناضل السوري فخري البارودي ولما كبر قرر يسمي نفسه باسمه من كتر محبته".
في بداية التسعينات قدم "فخري" أول حفلة له في مصر في دار الأوبرا ووقتها تسمر الناس أمام شاشات التليفزيون في المحال التجارية بمنطقة وسط البلد متسائلين عن ذلك الصوت الذي ليس له مثيل فشعر "جمال الدين" بالامتنان لوالده الذي عرفه على صوت "فخري" في مراحل مبكرة في حياته.
من خلال جلساته معه تبين "جمال الدين" التواضع الشديد في شخصية "فخري" ومعاملته له وللناس كأنهم أولاده جميعاً فتمنى لو تطول الجلسة لما هو أطول من شدة انبهاره، لذا كان لرحيل المطرب السوري بالغ الأثر في نفسه "من يومين لما توفى صباح فخري اتصل بيا صديق سوري و قالي عالخبر، حزنت جداً لأنه برحيله انتهى الطرب العربي ولو كان هيتكرر كانت أم كلثوم اتكررت وجه زيها لكن للأسف اللي بيرحل مش بيرجع".
فيديو قد يعجبك: