بعد إدراجه في قائمة اليونسكو.. كيف استقبل محبو الخط العربي الخبر؟
اليونسكو تدرج الخط العربي بقائمة التراث الثقافي
كتبت- شروق غنيم:
لايزال يذكر محمد جمعة تلك اللحظة، حين أراد أحد طلابه الأجانب التعبير عن امتنانه للمعلم، فمنحه ورقة بيضاء مكتوب عليها "أستاذ جمعة أفضل معلم في العالم"، ابتسم المُدرس المصري، أثنى على سرعة تعلم الصغير صاحب الـ12 عامًا، واهتمامه بالخط العربي.
ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، الخط العربي إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وجاء ذلك خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، المنعقد عبر الإنترنت من 13 إلى 18 ديسمبر.
منذ عام 2010 ويُدرس جمعة للطلاب الأجانب في مصر كيفية تعلم اللغة العربية نُطقًا وكتابة، فضلًا عن تعليم الطلاب المصريين تحسين الخط العربي "أسعى للحصول على الخط الجيد من الطلاب".
يسرد لهم المُعلم الثلاثيني رحلة علي مُبارك، أول وزير للتعليم في مصر حين أنقذه خطه الحسن من السجن ظُلمًا وهو صغير "لأنه كان يُجيد القراءة والحساب، ويكتب بخط جيد جدًا، لذا أصدر المأمور مرسومًا لإخراجه من السجن وتعيينه كاتبًا له".
يحاول جمعة تحفيز طُلابه تجاه تعلم الخط العربي، معرفة أصوله وإتقانه من خلال حكايات عدة عنه، أحيانًا لا ينتظر من الطلاب غير المصريين الكثير "لأن همه الأكبر تعلم الكتابة وقراءة العربية، لكن البعض يفاجئني بتطور مستواه مثل الطالب الروسي الذي منحني مخطوطة من كتابته".
الملف الذي قُدم لليونسكو ضم 16 دولة عربية، في مارس 2020، وتقدمت بالملف السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان ومصر والعراق والأردن وموريتانيا والمغرب وفلسطين والسودان وتونس واليمن ولبنان والجزائر.
وقالت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم إن الخطوة "تُعد إنجازًا في مجال صون الهوية، باعتبار الخط من أهم مفردات الحضارة العربية وأحد الوسائل الفاعلة في التعريف بها، مما يساهم في الحوار بين الثقافات العالمية ويدعم جهود إلقاء الضوء على تاريخها".
منذ كان في المرحلة الابتدائية واهتم الشيخ محمد حسني السكندري بالخط العربي "وقتها كان عندي مشكلة في كتابة (ال)، لذا قررت الالتحاق بدورات متخصصة"، ظل مُداومًا عليها حتى صار حاليًا مُعلمًا للخط العربي للصغار "تعلقت بالخط العربي وأتمنى أن يُتقنه أكبر عدد ممكن" كما يقول لمصراوي.
داخل صفوف إحدى مراكز الإسكندرية، يستقبل الشيخ عددًا من الطلاب، يستهل الشرح بتعريف الخط العربي "هو لسان اليد وأُنس الأخوة عند الفرقة"، كما عرفه إبراهيم محمد الشيباني "وبن خلدون عرفه وقال هو رسوم وأشكال حرفية تعبر عن الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس".
يهتم مقرئ القراءات العشر بتزويد الصغار بكتابة الخط ووزن الحرف وارتفاعه وطريقة ربط الحرف بالأخر "للأسف بسبب عدم انتشار الخطاطين الذين يعلمون تسبب في اهتمام ضعيف لدى الطلاب خاصة في المدارس.. بعض الطلاب لديهم الموهبة لكن دون إلمام بالقواعد".
يحاول المُعلم السكندري تعريف أنواع الخطوط المشهورة؛ الكوفي، الثلث، والنسخ، وخط الإجازة الذي هو مزيج من الثلث والنسخ، والفارسي والرقعة والديواني، فضلًا عن تدريس أشهر الخطاطين المُعاصرين والخطاطات مثل جنة عدنان وشقيقتها فرح عدنان والخطاطة فريال العمري، إذ يلمس لدى الفتيات اهتمام كبير بتعلم الخط العربي لذا يحكي عن رائدات في المجال لتشجعيهن.
يتمنى حسني أن يحظى الخط العربي اهتمامًا أكبر داخل الصفوف المدرسية "الأفضل تعليمه للصغار ممن أول ما يمسك القلم".
وتضم القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية نحو 500 عنصر.
فيديو قد يعجبك:
