12 سنة تحكيم.. مسيرة نجاح كابتن "يوسف" وسط السيارات والصحراء (حوار)
حوار- محمد مهدي:
تصوير- جلال المسري:
لنحو 12 عاما قضى الحكم يوسف صبري مسيرته وسط الصحراء حيث تُقام راليات وسباقات السيارات داخل مصر ليُصبح أحد أبرز الأسماء في عالم التحكيم بتلك الرياضة الشيقة، يتعامل مع الصعوبات والتحديات بهدوء شديد وشغف تجاه كل خطوة يخوضها وسط السيارات وأصحابها من المتسابقين "أكتر شيء بيفرح لجان التحكيم لما السباق يخرج في صورة جيدة ويكون مثمر ومبهج، والمشاركين يكونوا راضيين في نهايته" يذكرها صبري في حديثه لمصراوي.
لم يكن صبري قريبا من مجال التحكيم حتى عام 2009 "كنت بحب اصور (فوتوغرافيا) في الصحراء واتعرفت وقتها على سباقات السيارات" أراد الاقتراب أكثر من هذه الرياضة الممتعة "حضرت اجتماع في نادي السيارات، وانضميت بعدها لمدرسة الراليات" خاض الدراسة لنحو عام تعلم خلالها الكثير عن السباقات وأنواعها والسيارات المشاركة والقوانين والقواعد لكل تجربة "لقيت نفسي مهتم بالتحكيم أكتر شيء" وكان لابد له من الإبحار أكثر للحصول على مزيد من الخبرات.
اتجه حكم الراليات إلى الاتحاد الدولي للسيارات في فرنسا من أجل الحصول على ورشة خاصة بالتحكيم "وحصلت على رخصة تحكيم من هناك" صار يمكنه التواجد في جميع المحافل الرياضية الخاصة بسباقات السيارات "عشان أكون حكم لازم أعرف عربية السباقات بتمشي إزاي في الصحراء ودور السائق والملاح والأجهزة المستخدمة في معرفة الطريق، وأقدر أقيم طبيعة تعامل المتسابقين مع العربيات خلال (التراك)" فضلا عن حساب المواقيت الخاصة بوصول كل سيارة إلى نقطة النهاية وكيفية اجتياز العقبات الموجودة على طول السباق.
انخرط صبري على الفور في السباقات المختلفة، يضع بصمته في كافة الراليات الهامة طوال السنة سواء في الصحراء الشرقية أو الغربية أو داخل القاهرة وخارجها "وأشهر مشاركاتي كانت في رالي الفراعنة الدولي اللي توقف في عام 2015" وهو أحد أشهر السباقات في مصر والعالم يحضره أفضل اللاعبين في المجال "والحمد لله ربنا كتبلنا النجاح أكتر من 12 سنة في التحكيم، النتايج ماشية كويس ومفيش مشاكل حتى الآن" يرى أن محبته الشديد للعبة والتحكيم هو سر تميزه في عمله ورغبته الدائمة في تطوير الأداء واستخدام أحدث الأجهزة المساعدة للمحكمين للوصول إلى نتائج دقيقة.
القوانين في راليات وسباقات السيارات وفقا لصبري تعتمد على وصول السائقين إلى نقطة النهاية في أسرع توقيت وبأقل أخطاء ممكنة "دورنا إننا نبقى عارفين الأخطاء الشائعة والجزاءات اللي بيتم توقيعها على اللاعبين وهل العربية عليها تعديلات مناسبة ولا غير مقبولة ومهارتهم في التعامل مع الثغرات والعقبات في طريقه" هي مغامرة كبيرة يخوضها السائقون ولابد لهم من التعامل بحذر وحرص مع جميع الخطوات "يكون عندهم لياقة بدنية ويقظة وتحكم في الأعصاب وتعاون وتناغم بينهم والملاحين المسؤولين عن قراية تفاصيل المسار اللي ماشين فيه".
قبل البدء في تحكيم المنافسات الكبرى يحرص الحكم المخضرم على استعدادات مُحددة لا يتركها قط "براجع تاني القواعد مع لجنة التحكيم، بنكون حوالي 5 أو 6، بنبص على البرنامج الإلكتروني اللي بنحط عليه الحسابات الخاصة بالسباق، بنراجع العربيات المشاركة ونتأكد إن مفيش عربية إمكانياتها مش مناسبة" يُلقي نظرة أخيرة على مسار السباق "نقطة الانطلاق والنهاية، والمنطقة اللي بتشهد الاستعراض من المتسابقين، والموانع الموجودة على طول الطريق" يستدعي ذلك ذهابه إلى منطقة السباق في الثالثة فجرا حتى يتسنى له تنفيذ جميع الخطوات مبكرا.
هناك أشياء عديدة أيضا يعمل على تجهيزها قبل الانطلاق إلى السباق مثل "بجهز عربيتي بشكل ميكانيكي وفني عشان تستحمل الطريق عشان ادخل وأخرج بيها بدون ما يحصلها مشاكل، بيكون معايا الأجهزة بتاعتي زي اللاسلكي اللي بنتواصل من خلاله في الصحراء، وطبعا (طواقي) وكريمات عشان بنقعد ساعات طويلة في الشمس" بجانب حقيبة ممتلئة بملابس بديلة وأدوية في حالة التعرض لأي مخاطر صحية وكميات من المياه والعصائر "عشان ميحصلش انهيار جسدي بس الأجواء المحيطة" إذ يمتد عمله إلى لحظات المغيب.
رغم المشقة التي يتكبدها صبري في تحكيم راليات وسباقات السيارات لكن تزول المتاعب عقب رؤيته لسعادة المتسابقين والجماهير بتنظيم الفعالية بصورة مميزة واهتمام الجميع بإقامة مزيد من الأحداث الرياضية المشابهة فيما يطمح باستكمال مسيرته على أفضل ما يكون فضلا عن اتخاذ خطوات أكبر في مجاله "الفترة الجاية بنحاول نأسس أول فريق (ميقاتي) في مصر زي بره، بيكون مسؤول أكتر عن تحديد مواقيت السباقات بدقة متناهية، ودا هيساعد على انتشار الرياضة بصورة أسرع".
فيديو قد يعجبك: