حينما يُصبح المرض صديقك.. ما تفعله حساسية الصدر بالمصابين
كتبت-هبة خميس:
حينما كان عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات أصيبت "ريم فوزي" بنزلة شعبية ومن حدتها اضطرت أسرتها لإدخالها المستشفى للتعافي من أثرها ليتم تشخيصها بعدها بمرض حساسية الصدر.
حدث ذلك بينما كانت الأسرة مستقرة في إحدى دول الخليج حيث الطقس صحراوي في معظم الوقت دون رطوبة عالية لكن حدة الأزمات لدى "ريم" جعلتها زائر شهري للمستشفيات للحصول على جلسات البخار بسبب ضيق التنفس "الدكتور وقتها قال لبابا إني أول ما أكمل 8 سنين هخف زي معظم الأطفال لكن كبرت وفضلت تعبانة من الحساسية، يمكن مرات النوبات قلت لكن فضلت مريضة حساسية صدر".
حينما أتمت الشابة 17 عاماً عادت لمصر للاستقرار والدراسة الجامعة لتشهد حالتها تدهوراً شديداً في البداية بسبب اختلاف الطقس والرطوبة في مصر "زادت حدة نوبات وضيق التنفس لأني مكنتش متعودة على الجو" وبعد سنوات أصبحت تصاب بنوبات ضيق التنفس مرة أو مرتين سنويًا خلال أوقات تغير الفصول والشتاء تحديدًا.
بخاخ الفم بالنسبة لريم هو المُنقذ "بحس فجأة اني مش قادرة أتحرك وجسمي مرهق وتعبان وعايزة ارتاح ومجرد ما أخذ البخاخ ابدأ أهدى كتير وأرجع أتحرك وأكمل شغل وأتعامل في حياتي بشكل طبيعي".
حينما صارت "ريم" أم لطفلة لاحظت على رضيعتها نوبات المرض في عمر الأربعة أشهر ليتم تشخيص الطفلة بمرض حساسية الصدر في ذلك العمر المبكر، وحتى الآن رغم أن عمر الابنة ثلاث سنوات أصرت "ريم" على ألا يؤثر مرضها على إيقاع حياتها وحياة طفلتها، ففي الصباح تتجه لعملها بعد أن تذهب طفلتها للحضانة وفي أيام الطقس السيء تضطر الأم وابنتها للمكوث في المنزل.
في سنوات الجامعة داهمت المهندس الثلاثيني "حسن سالم" نوبات سعال شديدة كانت تسبب آلامًا في عضلات صدره من شدتها وذلك خلال فترة تغير الفصول، لفترة لم يهتم "سالم" كثيرًا بالأمر حتى صارت آلام عضلات صدره لا تحتمل من حدة السعال فقرر مراجعة الأطباء، الذي أكدوا إصابته بحساسية الصدر "واتفاجئت لأني كنت معتقد إنها بتيجي للأطفال بس".
لسنوات ظل "سالم" سليماً معظم أيام السنة وبين الفصول تداهمه نوبات السعال الشديد ليعالجها برذاذ الفم وبحكم عمله كمهندس بين المواقع والمصنع علم أن هناك بعض الأشياء مهيجة لتنفسه فبدأ يتجنبها، ففي المصنع خلال عملية معالجة الحديد يكون هناك الكثير من المواد الكيميائية النفاذة التي تتعبه فيرتدي كمامة طبية متخصصة في حجب الروائح، كما يتجنب المدخنين والمبيدات الحشرية ولا يستعمل العطور النفاذة.
ومنذ عامين بدأ في ممارسة رياضة الكروس فيت للقضاء على الاكتئاب وتحسين مزاجه ومع الوقت تحسن تنفسه بشكل كبير فلم تعاوده الآلام الشديدة في نوبات السعال مثلما كان يحدث.
ومع كونه مريض حساسية للجيوب الأنفية مصاحبة لحساسية الصدر يراقب "سالم" حالات تقلب الجو باستمرار خوفاً من الأتربة ومسببات المرض "ولما بيكون فيه تراب ببقى حاسس بخمول شديد وتعب فممكن أقعد بالأيام منزلش ولا أروح الشغل"، وفي عمله تعلم أخذ جميع الاحتياطات للحركة بشكل عادي في أوقات تعبه الموسمية وإذا اشتد عليه المرض كان يضطر للغياب أيام حتى يبدأ في التحسن ويعود إيقاع حياته الطبيعي مثلما كان.
مع الوقت بات "سالم" صديقًا لمرضه، يتجنب الأماكن المزدحمة والخانقة قدر المستطاع، ويختار بيئته المحيطة بعناية "عشان أقدر أتعايش مع التعب".
فيديو قد يعجبك: