تصريح تريكة وتأويل صلاح.. كيف تفاعلت السوشيال والمؤسسات الدينية مع القضيتين؟ (تفاعلي)
كتب - محمود الشال:
تصدر محمد أبو تريكة لاعب الأهلي السابق، ومحمد صلاح لاعب ليفربول، مواقع التواصل الاجتماعي بعد هجوم الأول على الدوري الإنجليزي بسبب دعمه مجتمع المثليين وتصريح الأخير حول الخمر. وتأثرت المؤسسات الدينية المصرية باتجاهات السوشيال ميديا في كلا القضيتين.
محمد أبو تريكة كان حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته عن دعم الدوري الإنجليزي للمثلية الجنسية، ودور اللاعبين المسلمين والعرب في مكافحة هذه الظاهرة مع دخول كرة القدم كل البيوت على حد تعبيره، ليتصدر تريكة مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعل وصل ذروته في مساء نهار الأول من ديسمبر الجاري بقيمة 184.7 ألف تفاعل، ومرات عرض 5.6 مليار مرة على موقع التغريدات القصيرة "تويتر".
وصباح يوم الإثنين، أعاد الجمهور تريكة إلى الواجهة مرة أخرى لكن هذه المرة بمقارنة بين "تصريح" ما قاله عن قيم الدوري الإنجليزي ودعم المثلية الجنسية، و"تأويل" ما قاله صلاح حول شرب الخمور خلال حلقته أمس في برنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب.
"عمري ما حسيت إني عاوز أجربها"، حديث صلاح عن عدم شربه للخمور، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي قبل انتهاء الحلقة، متبوعا بوسوم أبرزها (#محمد-صلاح) ليحصد 94.9 ألف تفاعل على منصة "تويتر" و6.2 مليار لعدد مرات العرض في أقل من 24 ساعة، على ذات المنصة، وفق آداة talkwalker .
كلا اللاعبين تلقى ردود أفعال واسعة بين التأييد والمعارضة حول قيم تمس الدين والفطرة أو الحرية الشخصية، سواء على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى على مستوى مؤسسات دينية أدلت ببياناتها في خضم المعركة المحتدمة على مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الآراء المختلفة.
44.2% من ردود الأفعال حول تصريحات أبو تريكة، قيمتها أداة talkwalker بأنها "إيجابية"، ونشر حساب موثق على موقع تويتر باسم "إسلام محارب" لاعب نادي طلائع الجيش "تريكة واحد بس ستظل أمير القلوب يا ماجيكو"، ووصل التفاعل مع المنشور إلى 375.4 ألف تفاعل (إعجاب _ مشاركة _ تعليق)، فيما كانت 12 بالمئة من التغريدات حول ما أثاره محلل "بي إن سبورت" سلبية.
السبت الماضي، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بيانا عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، يحذر فيه من استخدام قوى عالمية لأساليب متعددة تستهدف تطبيع الشذوذ الجنسي، على حد وصف البيان، ليتخطى البيان 30 ألف من التفاعلات.
وأوضح بيان الأزهر: "حملاتٍ مُمنهجَة لقُوى ومُنظمات عالميَّة بما تَمْلكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحيَّة وغنائيَّة، ومنصَّات إلكترونيَّة، وتوظيف لشخصيَّات شَهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشُّذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة"، ووصفها بأنها كارثة لا أخلاقيَّة الجديدة.
وفي بيان الأزهر البالغ 862 كلمة، تكررت بعض الكلمات في رسائل واضحة أصر الأزهر من خلال بيانه على إيصالها.
وفي ثان تحركات مؤسسة الأزهر الشريف على المستوى الرسمي، شدد شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال استقبال وفدًا من النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي عن مجموعة الهوية والديمقراطية على أن التحدي الأكبر يتمثل في محاولات فرض الثقافة الغربية على مواطني الشرق تحت دعاوى حقوق الإنسان والحريات المزعومة والعولمة، على نحو يمكن تسميته بـ "الاستعمار الجديد"، وهو ما يفرض علينا أفكارا وسلوكيات مرفوضة على غرار ما عانيناه مؤخرا من حملات تدعو إلى الشذوذ الجنسي.
أما صلاح فانتشرت التعليقات السلبية حول حديثه في البداية لتصل نسبتها على مدار الوقت إلى 18.4%، وكتب مستخدم باسم حسام بركات على تويتر "محمد صلاح من أفضل وأشهر لاعبى الكرة فى العالم لكن أبو تريكة من أنقى وأنضف الشخصيات فى العالم استمتع بصلاح فى الملعب فقط عشان تريكة واحد بس"، التفاعل السلبي مع القصة في البداية دفع دار الإفتاء المصرية للإسراع بإصدار بيان رسمي عبر صفحتها على "فيس بوك" تقطع فيه بثبوت حرمة الخمور، حصد 16.8 ألف من تفاعلات الجمهور (إعجاب _ مشاركة_ تعليق) وذلك قبل أن تتبعه ببيان لاحق.
لكن النتائج سرعان ما تغيرت بعد ساعات ليصل التفاعل الإيجابي مع تصريحات صلاح إلى 39% وفق talkwalker، إذ كتب حساب موثق باسم عمر البانوبي "ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح.. هو لاعب كرة قدم محترف وليس داعية ديني.. وحتى مسئوليته المجتمعية هو الأجدر باختيار سياسة تنفيذها.. وشكرًا"، ليحصد 25.3 من التفاعل.
وعادت دار الإفتاء المصرية من جديد لتكتب بعد 42 دقيقة فقط من بيانها الأول عبر حسابها الموثق على موقع فيس بوك: عدم التفكير في إتيان الأشياء المحرمة عبادة في ذاته، حصد 17.2 ألف تفاعل.
ورغم إصدار دار الإفتاء المصرية 4 بيانات، لكنها كانت موجزة، لم يتكرر فيها سوى كلمة خمر، و "التحريم" بمرادفات مختلفة.
وعلق الدكتور محمد طه، الطبيب النفسي، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" بأن النرجسية مرض يصيب المجتمعات، وسمة لبعض الثقافات، متابعا: "اللى مايشوفش اللى احنا شايفينه كمجموعة من الناس -زى ما احنا شايفينه- يبقى غلط.. اللى مايقولش اللى احنا عاوزينه كمجموعة من البشر -وبالطريقة اللى احنا عايزينها- يبقى منافق.. اللى مايعملش اللى احنا بنعمله -وبالطريقة اللى احنا بنعمله بيها- يبقى مجرم".
واستدل بتغريدة دار الإفتاء الأخيرة: "يا جماعة الراجل ماكفرش.. كونه مش بيشرب ومش عاوز يشرب ومش بيحب يشرب ومش بيفكر أصلاً إنه يشرب.. ده فى حد ذاته عبادة والله".
وخلال كأس العالم 2018 رفض محمد صلاح استلام جائزة أفضل لاعب في مباراة السعودية ومصر (2-1) كونها مقدمة من إحدى شركات الخمور.
فيديو قد يعجبك: