"الفرح عزيز"... الدرس الأول لـ"إبراهيم" في الزواج وقت الثورة
كتب- أحمد الليثي:
حين تأتي سيرة 25 يناير، تنتاب إبراهيم فاروق حالة من الكوميديا السوداء؛ يتذكر ما جرى له بمزيج بين الدهشة والابتسام "كنت حاجز فرحي يومها وقبلها بكام يوم قالولي معلش هنأجل فرحك علشان دعوات التظاهر"، لم يكن إبراهيم مشغولا بالسياسة ودهاليزها قبل الثورة: "عارف الفيلم اللي بيقولوا فيه: عيش نملة تاكل سكر.. أكيد كانوا بيتكلموا عني أنا".
عقد كامل مرّ ولم تفارق مخيلة إبراهيم الذكريات، شريط سينمائي بدأ مع أول أيام الثورة، وبقي أثره في ذهن الشاب الذي تخطى الأربعين من عمره قبل عام واحد "العشر سنين اللي فاتوا قلبوني على كل جنب، مرة مش مهتم بالسياسة وساعات أغرق في تفاصيلها بسبب التليفزيون والعيلة، وكمان علشان شغلي في المحاماة عايش مع الناس وتفاصيلهم فبقيت بتابع اللي بيجرى غصب عني".
تم إرجاء عُرس الشاب الذي أتم عامه الواحد والثلاثين حينها لمدة أسبوعين كاملين، غير أن الأحداث الغريبة ظلت تلاحقه "ملقيتش حجز غير في مركز شباب يوم 8 فبراير.. بس اتعمل الصبح علشان الحظر"، وكأن السياسة والثورة تلاحق إبراهيم رغمًا عن أنفه في لحظة استثنائية ظل يحضر لها لسنوات.
عاش الشاب الذي يعمل محاميًا حرا أصداء الـ18 يومًا بكافة أجوائها رغم أنه لم يزر الميدان أو يسير في مظاهرة "اللجان الشعبية رفضت تعديني بعربية العفش علشان معايا قرايبي وقالولي شكلهم غريب على أهل المنطقة"، يلعن إبراهيم تلك الأيام وهو "مكنتش بشوف التفاصيل بعيون الثورة واللي معاها وضدها.. لكن بقول أنا عملت أيه علشان فرحي اللي مستنيه يتأجل وميتمش غير بحاجات عجيبة عمري ما تخيلت إنها تحصل في الكوابيس".
في اليوم الثالث من عقد قران الشاب كانت مصر على موعد مع رحيل مبارك، وصلت الأخبار لإبراهيم الذي اعتبر الأمر بمثابة انفراجة "أصلي أنا مواليد 80 فكل حياتي عايش تحت راية مبارك.. وحسيت إنها حاجة حلوة نشوف شوية تغيير".
ظل والد إبراهيم الذي خدم طوال حياته ضمن صفوف القوات المسلحة يخبر عائلته بضرورة التعامل بحكمة مع ما يجري من أحداث "كان بيقولنا إن الأخوان ملهمش أمان.. وكان نفسه أحمد شفيق ينجح في الانتخابات". لم يشغل بال إبراهيم اسم الرئيس وتوجهه "قلت لو مرسي كويس هدعمه.. بس اللي شفته من الإخوان ووجودهم سنة مليانة أحداث كلها خراب خلاني أعرف حقيقتهم".
شارك المحامي الشاب في دعم حملة ترشح الرئيس السيسي "وعملتله توكيل في الشهر العقاري.. وشايف إنه عمال يقدم حاجات محترمة للناس البسيطة اللي بتعامل معاهم في شغلي".. لم يتأثر بموجة الغلاء بشكل كبير "مش عايز أكدب على نفسي وأقول الدنيا بقت نار.. لأن كمان في خدمات بتحصل على الأرض بشاهدها يوميًا في المحاكم والأقسام والشوارع وفرت تعب سنين".
كلما تحل ذكرى رحيل مبارك يضحك إبراهيم رغما عنه، يتذكر يوم فرحه الؤجل بسبب انطلاق شرارة الثورة، وكذلك أول مولود يرزق به ابنته التي ولدت يوم أحداث مجلس الوزراء -16 ديسمبر 2011، موقفه مع اللجان الشعبية، وأيام حكم الإخوان وتبعات الإرهاب، وصولاً لأيام خفتت فيها أحاديث السياسة والمظاهرات "أهم حاجة بقولها لنفسي قبل ما أنام، طالما أنا عايش كويس واللي حواليا عايشين في أمن وسلام يبقى إحنا في وضع أفضل.. غير كده نبقى بنضحك على نفسنا".
حين تحول إمام مسجد لـ"مأذون الثورة".. 10 سنوات على عقد قران "عروسين الميدان"
زواج خالي من "الثورة".. أسرة صغيرة لا تتمنى سوى الاستقرار و"الأسعار تقل"
25 يناير عيد ميلاد ابنتنا الأولى.. زواج "أشرف ورشا" موقع بـ"ختم الثورة"
أسسا وطنين في 2011.. أحمد وهند "اتجوزوا" في سنة الثورة
"مجابتش غير وجع القلب".. رحلة أمير مع "الثورة" و"لقمة العيش" و"الفوضى"
فيديو قد يعجبك: