لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"اعرف بلدك وحررها من القرصان الشرير".. "تحدي الرمال" لعبة تعلمية لطلاب المدارس الحكومية

06:59 م الإثنين 15 فبراير 2021

توزيع "تحدي الرمال" على طلاب مدرسة علمني المجتمعية

كتبت-إشراق أحمد:

على مدار عامين، اعتادت مؤسسة "علمني" إقامة معسكر تعليمي للأطفال في الإجازة الصيفية، لكن مع ظروف تفشي فيروس كورونا توقف كل شيء، وجد العاملون في المؤسسة أنفسهم في مأزق، ارتبكت مخططاتهم التعليمية المستمرة منذ نشأة المؤسسة عام 2010، كثفوا الجهود للبحث عن حل لعودة التواصل مع الصغار، وذات لقاء بعد عصف ذهني، خرجت الفكرة "نحول معسكر الـ3أيام للعبة تعليمية تجمع المعلومات والقيم اللي كان الأولاد بيتعلموها".


في إبريل 2020، بدأ القائمون على "علمني" رحلة تنفيذ لعبتهم التعليمية الأولى "تحدي الرمال". تركزت أنشطة المؤسسة الحائزة على 8 جوائز محلية ودولية على التدريب وتقديم الأنشطة المختلفة عبر مدرستهم المجتمعية، أو التواصل مع المعلمين لنشر ثقافة التعليم طويل المدى المدعوم بالمرح، لكن لم يسبق لهم خوض مجال صناعة الألعاب، لذا لجأوا إلى متخصصين لمعاونتهم "تواصلنا مع مجموعة بيت الورشة اللي ليهم خبرة في عمل الألعاب التعليمية قلنا لهم الفكرة وعايزين نعمل ايه"، بعدها اكتمل فريق العمل كما تقول إنجي فهمي مسؤول التواصل والعلاقات الخارجية في "علمني".

تعمل "علمني" رسميًا منذ عام 2012 كمؤسسة غير هادفة للربح، ويسعى العاملون فيها لترسيخ مبدأ "النموذج التعليمي المتطور القائم على المهارات والمرتكز على المتعلم"، بينما يعكفون على الترويج لثقافة "تحقيق الذات والتعلم مدى الحياة" حسبما توضح فهمي، وعلى هذا النهج سار فريق المؤسسة لإخراج لعبة "تحدي الرمال".

تقوم اللعبة المكونة من بطاقات على قصة خيالية لقرصان شرير يريد التحكم في العالم، فقرر السيطرة على أكبر حضارة اعتقادًا منه أنه بذلك يبلغ مطمعه، ولهذا "حط رمال على مصر كلها"، ولفك هذه التعويذة؛ على اللاعبين أن ينجحوا في تجميع تفاصيل المحافظات لإزالة الرمال عن البلاد.

تضم "تحدي الرمال" 10 محافظات فقط، لكنها تعبر عن القطر المصري كله كما تقول فهمي "اخترنا ما يمثل الوجه البحري والقبلي والدلتا بحيث يعبروا عن مصر كلها"، هذا بالإضافة إلى معلومات عن 20 شخصية وحرفة تنتمي لهذه المحافظات. لم يهدف القائمون على اللعبة أن يعرف الأطفال خريطة مصر فقط، لكن أيضًا تعزيز الانتماء لأماكنهم بالتعرف على رموزها ومقتنياتها.

لم يختلف توجه "علمني" عما اعتادوه في مشاريعهم وأنشطتهم من استهداف الفئات غير القادرة، تقول مسؤول التواصل في المؤسسة "كنا عايزين نوصل لأكتر ناس معندهمش وسائل ترفية ولا تكنولوجيا وإنترنت"، أراد منفذو "تحدي الرمال" أن تكون اللعبة أنيس ورفيق للصغار فترة الغياب عن المدرسة، ولأن تصميم اللعبة جماعي في الأساس يحتمل 6 أفراد، لذا بإمكان الطفل مشاركتها مع أشقائه أو أصدقائه.

مِن هو بعمر 10 أعوام وأكبر يمكنه المشاركة في اللعبة "والأهالي ممكن يلعبوها مع ولادهم". تهدف "تحدي الرمال" لإضفاء أجواء تعليمية في قالب من المرح، إذ تعتمد اللعبة على الحماس والمنافسة بين المتسابقين "اللي يقدر يكون تفاصيل 3 محافظات أسرع من التاني يكون هو الكسبان" تبتسم فهمي بينما تقول إنهم في المؤسسة اختبروها بأنفسهم قبل طرحها على الأطفال.

1

استغرق تنفيذ لعبة "علمني" التعليمية نحو ثلاثة أشهر لتنفيذها، ثم أمضى القائمون قرابة شهر لاختبارها "روحنا لأولاد في القاهرة والجيزة وبني سويف عشان نشوف وقع اللعبة عليهم"، وبعد تعديلات شملتها اللعبة تحدد ميعاد طرحها بشكل نهائي.

في 3 نوفمبر الجاري، داخل مدرسة "علمني المجتمعية" في منطقة الطالبية بالجيزة، انطلق توزيع لعبة "تحدي الرمال" على الطلاب، تأجل الإطلاق لظروف كورونا، وحينما عادت الحياة نسبيًا أصبحت الفرصة مناسبة. حصل قرابة 300 طفلاً على اللعبة التعليمية التي يشارك بنك الإسكندرية في تمويل تنفيذها، وقام الفريق بشرح اللعبة للأطفال، وسرعان ما راحوا يلعبون بها.

2

لمس فريق "علمني" حماس وانجذاب من الأطفال للعبة لم يشهدوه قبلاً، لم تختف كلمة "عايزين نكمل ونعرف باقي المحافظات" عن تعليقات الصغار، فيما تذكر أماني فريد، عضو في فريق البحث والتطوير بـ"علمني" تلك الفتاة التي رفضت في البداية أن تشارك في اللعب، وبعدما دعاها رفاقها لتنضم إليهم، تبدل حالها وقالت "أنا ضحكت من قلبي النهاردة".

لن يتوقف توزيع لعبة "تحدي الرمال" على طلاب مدرسة علمني، تهدف المؤسسة إلى حصول ألف طالب بالمرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس الحكومية على اللعبة، تقول فهمي "إحنا عاملين بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم وده هيتيح لنا التواجد في المدارس". بمجرد عودة الدراسة ينطلق فريق "علمني" لتصل لعبتهم إلى أيدي الطلاب في ثلاث محافظات، القاهرة، الجيزة وبني سويف، ويقومون بتدريب الصغار ومعلميهم على استخدامها، عاقدين العزم على أن تبلغ اللعبة كافة تلاميذ مصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان