في يوم النيل.. كيف يحافظ شباب "very Nile" على شريان مصر؟

كتابة وتصوير-روجيه أنيس:

النيل رمز للتراث المصري ومصدر الحياة لمصر. ومع ذلك، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فهو أيضًا أحد الأنهار العشرة التي تساهم بنسبة 90٪ من القمامة في محيطات العالم، ولهذا قرر شباب مصر القيام بشيء حيال ذلك.

يوافق يوم 22 فبراير الاحتفال الذي أقرته دول حوض النيل منذ عام 2007، وأطلق عليه "يوم النيل"، لكن على مدار العام هناك مبادرات تعلن أن كل وقت يتخفف فيه النهر من ملوثاته هو يوم للنيل.

"very Nile" منظمة شعبية يقودها شباب تم إنشاؤها في عام 2018 كمبادرة تتخطى الحدود من خلال مجموعة واسعة من الأفكار والتزام قوي بالعمل والقدرة على الجمع بين المتطوعين والشركاء متعددي القطاعات. يتمثل هدف "very Nile".

في بناء مجتمعات أكثر صداقة للبيئة أثناء حل مشكلة القمامة البحرية باستخدام أساليب التمكين الاجتماعي والمبتكرة، وذلك من خلال تنظيف نهر النيل، وزيادة الوعي بأهمية الحد من استهلاك البلاستيك، وتمكين المجتمعات المحلية، وتضمن "very Nile" أن تأثيرها ليس واضحًا على المستوى المحلي والإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضًا.

يتم دعم مبادرة "very Nile" من قبل وزارة البيئة، ويتولى تنفيذ المبادرة المؤسسة الاجتماعية المصرية باسيتا، وتعمل باسيتا على تعزيز وتنفيذ المبادرات الإيجابية من خلال بناء شراكات متعددة القطاعات. باسيتا هو مبتكر نموذج Clickfunding الحائز على العديد من الجوائز.

في سبتمبر 2020 ، أطلقت "very Nile" مشروع "إحياء صيادي القاهرة". يمكّن هذا المشروع اجتماعيًا واقتصاديًا الصيادين المحليين من تنظيف نهر النيل بشكل يومي. كل يوم، يزيل هذا الجيش الأخضر الجديد قرابة 100 كيلو جرام من النفايات البلاستيكية من نهر النيل - ما يقرب من 40 طنًا في السنة.

يعمل الصيادون -والعديد منهم يعيشون فى قواربهم- في النيل. على الوصول إلى أي مكان في النيل، فهم يعرفونه أكثر من أي شخص آخر. والأهم من ذلك، أنهم يعرفون أن الحفاظ على نهر النيل سيعيد التنوع البيولوجي وزيادة توافر الأسماك. منذ آلاف السنين، كان الناس يصطادون في نهر النيل.

تهدف "very Nile" إلى الحفاظ على هذا التراث الثقافي الفريد من خلال ضمان نهج مستدام لصيد الأسماك مع الحفاظ على التقاليد من خلال الابتكار.

يعمل مشروع "إحياء صيادي القاهرة" على تمكين المجتمع المهمش من صيادي النيل عبر جمع المواد القابلة لإعادة التدوير والقمامة من نهر النيل. في مقابل تنظيف نهر النيل، يتلقى الصيادون حافزًا ماليًا (لكل كيلوغرام من القمامة التي يتم جمعها) والتأمين الاجتماعي والخدمات الاجتماعية (الوصول إلى الخدمات التعليمية والرعاية الصحية)، فضلاً عن ورش العمل والدورات التدريبية البيئية.

يتم فصل المواد القابلة لإعادة التدوير المجمعة وضغطها في مركز صيادي الأسماك في "very Nile" في جزيرة القرصاية، قبل إعادة بيعها إلى مرافق إعادة التدوير لإعادة إنتاج منتجات جديدة.

في الأسبوع الماضي، نقلت "very Nile" جميع المواد القابلة لإعادة التدوير المجمعة والمضغوطة من جزيرة القرصاية إلى مرفق إعادة التدوير الشريك لها. سيتم إعادة تدوير البلاستيك الذي تم جمعه وتحويله إلى خيوط يتم دمجها في الملابس الجديدة ومقاعد السيارات. يمثل هذا خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لـ"very Nile" وأنشطتها، وتخطط المنظمة للاستمرار في نجاح نموذجها لتنظيف أكبر قدر ممكن من نهر النيل الثمين.