أمام ثلاجة الموتى.. الحزن يعتصر قلوب أهالي ضحايا حريق مصنع العبور (صور)
كتب- محمود عبدالرحمن وعبدالله عويس:
داخل مستشفى السلام التخصصي، كانت جثامين ضحايا حريق مصنع الملابس بالعبور، الذي وقع في صباح اليوم، وراح ضحيته 20 شخصًا وأصيب العشرات، وفي الخارج، كانت قلوب أهالي الضحايا معبأة بالحزن، الحسرة تكسو الوجوه، يمر الوقت ثقيلاً عليهم، لحين السماح لهم بالدخول والتعرف على ذويهم.
والد أحد الضحايا في انتظار التعرف على ابنه
في الساحة الخارجية أمام مبنى الاستقبال بالمستشفى، وقف هاني عبدالحميد، والد الشاب معاذ أحد ضحايا الحريق، تكسو وجهه ملامح الحزن، يقبض بيده على هاتفه فيما يهاتف بن حين وآخر عدد من أفراد الأسرة، توزعوا على عدة مستشفيات للتعرف على الجثمان "بندور عليه كل واحد في مستشفى لأنه ممكن ميكونش هنا بين الجثث"، وما إن يأتي إليه بعض أهالي القرية لتعزيته والتخفيف عنه في مصابه الأليم، حتى يرتفع صوت الرجل بالبكاء.
بكاء الأصدقاء
بين جموع المنتظرين من أهالي وأقارب الضحايا داخل أروقة المستشفى الذين قدموا للتعرف على الجثامين، وقف العديد من زملائهم لمساندة الأهالي، ومساعدتهم في إجراءات استلام الجثامين، بينهم "عطية عبده"، صديق معاذ هاني، الذي لم يتم التعرف على جثمانه حتى الآن "كنت لسه بكلمه إمبارح بطمن عليه"، يقولها عطية بحزن، قبل أن يتذكر أخر حديث بينه وبين معاذ "كنا بنتفق نقضي يوم مع بعض".
صراخ وعويل النساء سيد الموقف
بالقرب من ثلاجة الموتى حيث ترقد الجثامين، افترشت مجموعة من النساء مرتديات ملابس سوداء، أحد الأرصفة. الانتظار سيد الموقف، ومعه بكاء لم ينقطع، تنهمر الدموع من أعينهن، بينما يوزعن نظراتهن على المارين، لحين السماح لهن بالدخول والتعرف على ذويهن.
أهالي الضحايا ولحظة التعرف على ذويهم
أمام باب حديدي صغير، بمبنى ثلاجة الموتى تجمع أهالي الضحايا المفقودين في انتظار لحظة السماح لهم بالدخول للتعرف على جثامين ذويهم، بعدما أخبرهم عامل الثلاجة بالانتظار والدخول واحداً وراء آخر، فيما علا صوت سيدة بالدعاء والرجاء "يا رب مشفهوش ميت"، ولم تكد تفرغ من دعائها، حتى تأكد ما كانت تخشاه، رحل فلذة كبدها، وعليها الآن أن تستلم جثمانه.
فيديو قد يعجبك: