إن بعد الظن قتلًا| "الشك في سلوكها" حجة 70% من الجرائم بدعوى الشرف
تقرير- مها صلاح الدين:
منذ عدة أيام، طفت على السطح عدة روايات لجريمة مجتمعية، زعم مرتكبوها أنهم يدافعون عن الشرف.
جثمان سيدة -وليست طبيبة- بحسب ما جاء في بيان النيابة العامة، شوهد ملقى في الطريق العام، بعد أن شاهد بواب العقار الذي تقطن به، رجلًا غريبًا يتجه نحو شقتها ليلًا، وأخبر بذلك صاحب العقار.. فاقتحم الأخير واثنان آخران مسكنها الخاص، وانهالوا عليها ومن معها ضربًا، وتهديدًا، ما دفعها إلى إلقاء نفسها من الشرفة، بحسب شهادات الجيران، كما وردت في بيان النيابة.
ورغم أن القانون المصري لا يُعطي سوى للزوج حق ضبط زوجته متلبسة بما يخل بالشرف، ويخفف عنه العقوبة إذا ما قتلها بحسب المادة 237 من قانون العقوبات، فإن الشك في سلوك سيدة لا تمت لهم بصلة قرابة، كان حجة الجناة لارتكاب تلك الجريمة.
ووفقًا لبيان النيابة العامة، يواجه المتهمون تهم اقتحام منزل المجني عليها، دون وجه حق، والتعدي عليها ضربًا، وترويعها بقصد إلحاق الأذى بها، ما عرض حياتها للخطر.. لكن في المقابل، ثلاثة أرباع جرائم القتل بدعوى الشرف، تمت بدافع الشك في سلوك المجني عليها، وفقًا لتحليل قاعدة بيانات أعدها مركز دفتر أحوال.
371 جريمة قتل بدعوى الشرف، رصدها مركز "دفتر أحوال" البحثي بين الأعوام 2015 و2019، حوالي 73% منها كانت بدافع مجرد الشك في سلوك أنثى، وبينما جاءت الخيانة الزوجية المثبتة، في ذيل أسباب تلك الجرائم، بنسبة لا تتعدى الـ2%. ما تسبب في قتل هؤلاء النساء، طعنًا، وخنقًا وغرقًا، وسقوطًا من عَلٍ.
ومثلما حدث مع ضحية السلام، 8 من كل 10 جرائم ارتكبت داخل ممتلكات خاصة بالجاني أو المجني عليها، وفي المقابل، تم ارتكاب جريمة واحدة داخل ممتلكات خاصة بآخرين.
وبينما كان ثلث جرائم القتل بدعوى الشرف بيد الزوج، وربعها بيد أقارب من الدرجة الأولى، كان هناك 12 من كل 100 جريمة بيد أحدهم، ليس له صلة قرابة بالمجني عليها، تمامًا مثل سيدة السلام.
فيديو قد يعجبك: