بالصور- من الزجاج الملون والأحجار.. مدحت وزوجته يصنعان أيقونات قبطية ناطقة
كتبت-هبة خميس:
تصوير-محمد حسام الدين:
على جدران المرسم القاطن بمنطقة المطرية تراصت الرفوف تعلوها ألواح الزجاج الملون والأحجار وعلب الألوان، بينما في المنتصف تقع المنضدة الكبيرة فوقها الرسم غير المكتمل. بيد الفنان مدحت حلمي ويد زوجته يتحول الرسم البسيط لجدارية من الفسيفساء. يضع قطع الزجاج بجوار بعضها بالملقط لتكمل وجه المسيح ناظرًا عبر الجدارية كأنها تُعيد إحيائه.
عبر أروقة معهد الدراسات القبطية قابل الفنان حلمي زوجته "إيفون توضروس" ليستهلا العمل سويًا. تتذكر إيفون أول جدارية عملوا عليها قبل الزواج كانت لكنيسة مارجرجس بمدينة "فانكوفر" في كندا، ليسافر "حلمي" لكندا لتعليقها وعقب رجوعه تمت خطبتهما والزواج مباشرة.
منذ الصغر أحب حلمي الذهاب مع والده للعمل. كان الأب ينقش على الحجر الصوان وهو أقوى أنواع الحجر. اعتاد الابن مراقبته طوال الوقت ليتعلم منه الحفر ويعمل كمساعد له لسنوات قبل أن يكبر ويقرر العمل في الموزاييك "هو بالنسبة لي عشق وسبب حبي له اكتشافي اني موهوب فيه وكان كل اللي حواليا بيقولولي كدة لحد ما بدأت اشتغل فيه وأدركت إني عندي الموهبة".
عقب إنهاء دراسته في الآثار قرر حلمي الدخول لمعهد الدراسات القبطية وهناك قابل زوجته وشريكته الفنانة إيفون.
حب الرسم ظل اهتمامًا مشتركًا بين الزوجين، فأحبت الرفيقة الرسم ليصبح طريقها في الحياة حيث تخرجت من كلية الفنون الجميلة "اشتغلت في مكتب هندسي لكن ملقتش نفسي في الهندسة كنت بدرس في المعهد لحد ما اتخرجت منه قررت أتخصص في الموزاييك".
بيد الزوجين تكتمل القطع اللازمة لإنطاق الجدارية والأيقونة. يمر العمل في الأيقونات الكنسية بمراحل كثيرة؛ ففي البداية تؤخذ المساحات اللازمة ويختار الموضوع الذي تدور حوله الأيقونة من الكتاب المقدس "الأيقونة هي وسيلة إيضاح ولازم تكون دقيقة جداً مش مجرد خطوط من خيال الفنان" كما يقول حلمي.
بعد اختيار الموضوع يرسم الزوجان التصميم بالكامل، بعدها تأتي مرحلة اختيار الزجاج والأحجار والألوان المناسبة ثم تكسير الزجاج والأحجار للبدء في وضعها على التصميم وحينما تكتمل الأيقونة، ينقلونها ثم يتم تعليقها في مكانها المخصص بالكنيسة "العملية كلها بإيدينا من الأول للنهاية واللي بيشتغل في الموزاييك لازم يكون دارس وفاهم هو بيعمل إيه بالذات في المجال الكنسي طبعًا".
نفّذ الزوجان الكثير من الجداريات والأيقونات بالعديد من الكنائس المصرية مثل واجهات الكاتدارئية بالعباسية وعشرات الكنائس المختلفة وأيضًا كنيسة "الأنبا بولا" بسيدني بأستراليا وكنيسة "مارجرجس" بكندا.
لم يكتفِ الثنائي بصنع الأيقونات الكنسية "لينا بعض الجداريات عبارة عن مناظر طبيعية موجودة في مدن سياحية مختلفة منها شرم الشيخ".
مع كثرة الخامات المستعملة في فن الموزاييك، يحرص الثنائي على اختيار أفضل تلك الخامات والأدوات مثل "القصافة" التي تقص الزجاج لقطع صغيرة، فيما يقول حلمي بفخر "فيه جداريات اشتغلنا عليه تقدر عدد القطع اللي فيها بأكتر من مليون قطعة".
يعتبر "حلمي" الجداريات التي قاموا بصنعها معرضهما الدائم والمستمر لموهبتهما، وذلك ما يكسب الجدارية العمق الروحي اللازم لتنطق فوق الحائط.
فيديو قد يعجبك: