قطاري سوهاج| "مبعرفش أقرأ ولا أكتب".. "بطاقة" محمد جمال أمله في الوصول لأهله بأسيوط
كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:
منذ الأمس والمشهد ثابت، في رُكن بغرفته في الطابق الأول من مستشفى طهطا العام، يبكي محمد جمال. جسده يؤلمه بعد الحادث الذي اقتحم ذراعيه وقدمه وتسبب له في نزيف بالمعدة، فيما يئن قلبه لأنه فقد بوصلة التواصل مع أسرته "مبعرفش اقرأ ولا أكتب.. ومش حافظ رقم تليفونهم".
بالأمس، ظهر الجمعة، تصادم القطار "157 مميز الأقصر- الإسكندرية" بآخر "2011 مطيف أسوان – القاهرة"، وأدى الحادث لوفاة 32 شخصاً، وإصابة 114 آخرين، حسب وزارة الصحة.
استقل الشاب صاحب الستة وعشرين عامًا من الأقصر، مُتجهًا إلى بلده أسيوط، بعدما حصل على إجازة من عمله، لكن المقادير أخذته لمسار أخر.
داخل غرفة تحمل أربعة أسرّة، كان مكان محمد جمال يقبع في أقصى الجهة اليسرى، من أمامه تخترق أشعة الشمس البرتقالية أرجاء الغرفة غير أن دفئها لا يصل لقلبه. اعتاد الشاب العشريني على العمل في الأقصر من فترة لأخرى، إذ إنه يساعد في مصروفات المنزل "بشتغل هناك أي حاجة، بشيل زلط وطوب" فيما يقضي مدة حسب ما يقتضيه العمل "ممكن أقعد بالعشرين يوم". بعد الحادث الذي وقع، فقد محمد هاتفه الجوال وأمواله "كنت راجع معايا تليفوني و200 جنيه.. دلوقتي محيلتيش حاجة"، إلا جروح وبرودة تسري في جسده "أبويا وإخواتي ميعرفوش عني حاجة".
لا يتذكر محمد شيئًا سوى عنوانه بأسيوط، والتي تحمل اسم عمارات ساويرس، يصوّب هويته الشخصية لمن يعرض عليه المساعدة، علّ قلبه يطمئن ويصل لأسرته قريبًا.
لمتابعة كل ما يتعلق بحادث قطاري سوهاج في تغطية خاصة (اضغط هنا)
فيديو قد يعجبك: