إعلان

زيارة لم تكتمل.. رحلة "سمرة" للسيدة زينب ألغاها حادث "قطاري سوهاج"

04:01 م السبت 27 مارس 2021

سمرة

كتب-شروق غنيم وعبدالله عويس ودعاء الفولي:

الشوق يغالبها، كلما ضاقت بها الدنيا تمنت زيارة مسجد السيدة زينب بالقاهرة، حتى لو قطعت المسافة مشيا على الأقدام، لذا وبالأمس، خرجت السيدة الصعيدية "سمرة سالم" من منزلها بنجع حمادي لمحطة القطار، حجزت تذكرة ذهاب للقاهرة لترى ضريح "الست"، لكنكادت الرحلة أن تودي بحياتها.

بالأمس، ظهر الجمعة، تصادم القطار "157 مميز الأقصر- الإسكندرية"، بآخر "2011 مطيف أسوان – القاهرة"، ما أدى لوفاة ١٩شخصاً، وإصابة ١٨٥ آخرين، حسب وزارة الصحة.

قبل الكارثة بدقائق تتذكر سمرة حماسها للقاء "السيدة زينب"، أغمضت عينيها، رأت نفسها تقف هناك "أشكي لها من زعلي من ولادي.. من ابني اللي بيضربني وإحساسي بالوحدة".

فجأة؛ هبت عاصفة من التراب، أصوات الصراخ تصم الأذان، لا ترى سمرة شيئا سوى اللون الأبيض والدماء، يركض الجميع، تحاولصاحبة الـ٥٢ عاما اللحاق بهم، لكن ثمة ما يقبع فوق صدرها "الكرسي كان طابق عليا.. مقادراش أتحرك"، غير أن نجدة جاءتها "شابمش فاكرة شكله قاللي هاتي إيدك يامة ساعديني أطلعك لبر الأمان". حملها وخرج للنهار وما أن تركها حتى فقدت وعيها "كان السُكر عاليعليا وروحي بتروح".

أفاقت سمرة داخل منزل قريب لحادث التصادم "ناس جدعان.. غسلولي إيدي ووشي وجابولي أكل عشان السكر". داخل مستشفى طهطاالعام تجلس سمرة على سرير، يحفه هدايا قدمها متطوعون لمصابي الحادث؛ أطعمة، ملابس ودعم نفسي لا يزول، كما فعل أحمد سمير؛الذي بقي بجانبها منذ الأمس وهو الذي لم يرها من قبل.

حين يدخل أحدهم للاطمئنان على صحة سمرة، تقول بابتسامة "بقيت كويسة.. شوية تعب في جنبي ويروحوا لحالهم"، تنظر لسمير الواقفعلى مقربة منها لتقول "الجدع دا ربنا بعته من السما.. أبوس التراب اللي بيمشي عليه"، يضحك صاحب الـ٢٧ عامًا ويُقبّل رأسها، فتُقبلهي كتفه، يسأل أحد المحيطين سمير كيف أصبح بمنزلة ابنها في يوم؟ فيحكي القصة.

Image

ما أن سمع سمير عن الحادث حتى قرر الخروج للتبرع بالدماء "جيت المستشفى هنا مع شباب تانية"، وقتها كانت سمرة قد وصلت بالكادبعد الحادث "لقيتها هي هنا ومعاها اتنين بس في الأوضة"، جلس الشاب يتودد للسيدة "كأنها زي أمي"، يسألها إذا كانت تحتاج شيئا،يستمع لشكواها "حكت لي عن ابنها اللي بيضايقها ومش بيصرف عليها"، قرر سمير ألا يتركها "يا دوبك روحت بليل غيرت هدومي ورجعتتاني"، تبتسم سمرة اذ تقول "سهر على راسي كأنه ابني".

كانت أحلام سمرة بسيطة؛ أن تنعم برؤيا مقام السيدة زينب، أفزعها الحادث، تركها بعدة رضوض، لكنه كشف لها بِر الآخرين "ناس كتيربتاجي تسأل عني وأنا ببقى حاسة براحة في وجودهم رغم إني في مستشفى"، ظل حُلم الذهاب للقاهرة يراودها حتى ساعات قليلة، حيندخل متطوع ليخبرها أنها فازت برحلة عمرة تكفل بها أحد رجال الأعمال "عشان أنا ربنا فاكرني.. هو مبينسانيش وأنا مبنساهوش".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان