في معرض الكتاب بالإسكندرية.. كيف أثر انتشار كورونا على اختيارات القراء؟
كتبت- هبة خميس:
منذ عام وأكثر مازال يؤثر انتشار فيروس كورونا على كل شيء بداية من الوضع الاقتصادي والاجتماعي، حتى وصل إلى تغيير اختيارات القراء نفسهم، ففي معرض الإسكندرية للكتاب الذي افتتح الخميس 25 مارس الجاري ه بأرض كوتة في منطقة الأزاريطة، وبمشاركة 95 ناشراً، لم يكن الحال مثلما كان طوال السنوات الماضية من ناحية البيع والشراء ومن ناحية عناوين الكتب التي يقبل عليها الناس .
في أروقة المعرض كانت الأم الثلاثينية "ضحى أحمد" تتفقد الكتب مع طفليها للبحث عن المناسب لعمرهما، قبل سنوات اضطرت "ضحى" لترك عملها كطبيبة أسنان والتفرغ لرعاية طفليها، وفي العام الماضي في لسنة الأولى لابنها الأكبر بالمدرسة حينما توقفت الدراسة بدأت "ضحى" تفكر في البديل لطفليها وكيف تهتم بنشأتهم من الناحية العلمية، "الحقيقة حاولت أعوض دور المدرسة مع ابني وكان ده صعب لكن اهتميت من وقتها اني اشتريلهم الكتب العلمية و افهمهم عن كورونا و الفيروسات ،و الكبير استوعب دة جدا ".
ضمن صفوف الكتب كانت تبحث "ضحى" عن مجموعات الكتب العلمية التي تدور حول جسم الإنسان وتركيبه و الفلك وعلومه، تنتقي بيدها الكتب المصورة التي تساعد على توصيل المعلومة لطفليها بشكل أفضل وأبسط، "مهم أن الأولاد تعرف مثلاً جسمهم عامل إزاي من جوة وازاي يهتموا بصحتهم كويس، وحاولت أعوض التأخير اللي حصل بسبب وقف الدراسة ".
تعتبر "ضحى" أن انتشار كورونا لم يؤثر فقط على اختيارات الكتب لأطفالها بل أثر على نظامهم الغذائي مثلا تفضيل الاختيارات الصحية في الغذاء والاهتمام بالفيتامينات والمعادن كي تنمو مناعة طفليها بشكل أفضل.
أمام أرفف كتب التنمية الذاتية وقفت "سارة أحمد" تتفقد العناوين الموجودة، طالبة الحقوق تهتم مؤخراً بكتب التنمية الذاتية وتنمية المهارات بشكل خاص، منذ أعوام كثيرة تحرض "سارة" على زيارة معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب بشكل سنوي لشراء عناوين الكتب المختلفة التي تفضلها، "اختياراتي في الكتب متنوعة مش بقرأ في مجال واحد بس لكن بحب التنويع ".
في وقت الحظر العام الماضي كانت تبحث "سارة" عن ما يقتل الوقت وعن الكتب التي تسليها، لكن تركز تفكيرها في كتب تنمية المهارات لتستفيد منها ما يعينها على الحياة بعد تخرجها وسوق العمل الذي تغير كثيراً بعد انتشار كورونا، تقول سارة "بقيت بركز أكتر على الكتب اللي تفيدني و تخليني أفضل من نواحي كتير، زي مهارات التفاوض والمهارات الاجتماعية مثلاً، كل دي حاجات تفيدني لما ابدأ أشتغل ومبقتش بقرأ الكتب علشان اتسلى بس "تغير سوق العمل وفقد الكثير من الناس لوظائفهم بات هاجساً ملحاً على طالبة الحقوق للعمل على نفسها وإعداد نفسها لسوق العمل" .
في جناح المكتبة المصرية الأمريكية وقف "محمد ثابت" لبيع الكتب لجمهور المعرض، يرى "ثابت" أن اهتمام الناس تغيرت في السنة الماضية بشكل كبير فبات القراء يركزون على مجالات التنمية الذاتية وتنمية المهارات وكتب الصحة العامة والكتب العلمية البسيطة غير الأكاديمية، "الناس ذوقها اتغير سواء من خلال البيع المباشر أو الأونلاين، وعناوين كتير بتتطلب مننا في المجالات اللي الناس مهتمة بيها أكتر".
يهتم "ثابت" بتوسيع العناوين وزيادتها في تلك المجالات مثل كتب المعلومات العلمية والاقتصادية وهي الكتب المبسطة للقاريء العادي بشكل خاص، يشتكي "ثابت" من عدم التسويق الكافي للمعرض وقلة رواده "فيه ناس بتيجي بالصدفة و متعرف شان فيه معرض ،و الأفضل التركيز على الدعايا لأنه بشكل عالمي كورونا زود مبيعات الكتب إنما في مصر قلت كتير فلازم نشتغل على التسويق للمعارض لأنها هي الاختيار الأول لشرا الكتب للقراء ".
على الأرفف تفقدت "آية محمد" كتب الأطفال ،كانت تترك القصص لصالح مجموعات الكتب العلمية لتستقر على شراء كتاب عن النجوم و الكواكب لطفلها ذي الثلاث أعوام ، يحب الطفل القصص لكن ترى والدته أنه من الضروري الموازنة بين القصص والكتب العلمية ،"أنا متعودة اقرا طول الوقت و بسبب انتشار كورونا بقى عندي وقت أكتر الحقيقة لكن فضلت اني استبدل الروايات بكتب فيها معلومات أكتر ".
تنتقي "آية " لطفلها ما يعطيه المعلومات حول الدنيا من حوله ويفيده مع وجود الصور الملونة، ومع قلة الخروج وزيارة الأقارب أًصبح الوقت متاحاً أمامهما للتركيز على القراءة فيأتي المعرض فرصة لـ"آية" للتزود بالعناوين وأيضاً الاستفادة من التخفيضات بالمعرض .
فيديو قد يعجبك: