بالصور- بسبب حادث قطار طوخ.. ركاب قطار الصعيد ينتظرون في بنها
كتبت-رنا الجميعي:
لم يذهب عمرو لاشين إلى موقع حادث قطار طوخ كما فعل الكثير من أهالي بنها، الواقع في محطة سندنهور، يُدرك أن حادث القطار سيُعطّل أي قطار قادم من بعده "عشان كدا روحت على المخازن بتاعة محطة القطر"، الواقعة في بنها، وعلم هُناك أن القطار رقم 164 المتجه إلى أسوان يقف مُنتظرًا الفرج.
في الخامسة مساء وصل عمرو إلى القطار، المُنتظر عند أبراج سكنية تسمى "تقسيمة ندى"، وهناك وجد الكثيرين أيضًا ممن سبقوه للمساعدة "لقيت ستات كتير نازلة من بيوتها وشايلة صواني أكل"، حتى يتمكن الجميع من الإفطار حين يدركهم أذان المغرب "وفيه ست تانية جت بأربع عربيات نقل كبار مليانين أكل، قمنا ووزعناهم".
لم يكن الطعام وجه المساعدة الوحيد الذي قدّمه أهل بنها، يحكي عمرو مشاهداته "السوبر ماركت اللي جمب القطر خلص من المية والعصير والبلح"، فبدون ما يطلب الركاب أي شيء يجدونه أمامهم "حتى البامبرز"، فقد ساعد عمرو الأسر التي لديها أطفال "فيه أطفال صغيرين في القطر وجبنالهم اللي محتاجينه".
المشهد كان عظيمًا كما يصف عمرو، فالأهالي كانوا يأتون من كل مكان للمساعدة بكل الأشكال الممكنة، لم ينتظر عمرو فحسب عند القطار، بل ذهب إلى المحطة مرة ثانية برفقة أصدقائه للسؤال عن مصير الركاب، ومتى سيتحركون، فيما كان ناظر المحطة، أحمد محمد، يفعل ما في وسعه للاطمئنان على حال الركاب، حيث قام بتشغيل إنارة القطار بعدما حلّ الليل، كما أرسل أفراد أمن لحراسة القطار.
وقد خلت أغلب عربات القطار من الركاب الذين اتجهوا للسفر عبر الميكروباصات، بديلًا عن القطار، ولكن ظلّ البعض في أماكنهم، والذين يقل عددهم عن المئة كما يذكر عمرو "ودول الناس اللي متقدرش على إنها تدفع تمن مواصلة تانية"، كذلك النساء من الركاب المُحملين بالحقائب، والتي لا يقدرون على المشي بها مسافات كبيرة "شفت ست كبيرة معاها شنط كتيرة ومتقدرش تمشي لوحدها".
وقضى عمرو اليوم بأكمله للمساعدة، كانت الأولوية بالنسبة له "أي حاجة بتحصل في بلدي مينفعش أسيبها".
وبين القطار والمحطة استمر عمرو في التواصل والمساعدة، حتى تمكّن ناظر المحطة من سحب القطار، وإدخاله إلى محطة بنها الرئيسية، وعلم عمرو عن طريق ناظر المحطة أنه سيتم نقل ركاب القطار، إلى آخر مُتجه إلى محافظات الصعيد، بمُجرّد رفع بقية عربات قطار طوخ من الطريق "وهما دلوقت قاعدين في المحطة مستنيين".
لم تكن تلك الحادث الأول من نوعه الذي يستقبله أهل بنها، فمنذ ستة أيام جرت حادثة قطار أخرى "نفس الحادثة تقريبًا"، ولكنها كانت محدودة العدد "وكان قطر داخلي على طريق الشرقية الزقازيق، مش زي ده رايح محافظات بعيدة".
فيديو قد يعجبك: