إعلان

الباحثون عن أحياء وأشلاء.. متطوعون في خدمة ضحايا قطار طوخ

01:02 ص الإثنين 19 أبريل 2021

كتبت- شروق غنيم ودعاء الفولي:

تصوير- علاء أحمد:

حين وصل أحمد بدير لمكان حادث قطار طوخ، تسمّر للحظات "منظر الجثث كان صعب"، احتاج الشاب الثلاثيني لعدة دقائق قبل استيعابالموقف، لكنه في الساعات التالية لم يفعل شيئا سوى محاولة إخراج ما استطاع من ضحايا أو جثث.

كان الظلام مخيما على محيط قطار طوخ، بين القضبان كان جمع من أهالي قرية كفر الحصة يطوفون، يحمل أحدهم كشاف للنور، يضيئالأرض بحثا عن أي أشلاء "لقينا أجزاء من مخ بشري"، يقولها بدير فيما يشير إلى العربات المنقلبة "بس مش قادر أنسى الراجل اللي فضل تحت العربية ساعة قبل ما يتوفى".

حاول بدير ومن معه إخراج الرجل "مكنش باين منه غير دراعه"، يتذكر الشاب صوته "وهو بيقول خرجوني.. طلعوني"، فيما يستعيد هيثم محمود صديقه، تفاصيل إخراج رضيعة "عمرها ٣ شهور.. كانت مامتها بتدور عليها.. خرجناها متوفية".

مازال بحث المتطوعين مستمرا، يصرخ أحدهم فجأة "محدش يصور يا جماعة.. دي جثث ناس"، فيما انزوى أحمد باسم بعيدا لينعم براحة قصيرة.

كان باسم في منزله، حين اتصل أحد أصدقائه به ليذهب لمكان الحادث "انا عندي ونش فجيت بيه اساعد في رفع القطر لأني قريب"، استمر الشاب في العمل لساعة قبل أن ينضم للباحثين عن الأشلاء "مكنتش فاهم الناس بتعمل ايه.. بس قررت أساعد معاهم بعد ما جت ونشاتالسكة الحديد".

انضم باسم لزمرة المتطوعين "بس مكنتش قادر أكمل.. حسيت ان المناظر صعبة جدا"، بخطى حثيثة كان يتحرك فوق قضبان القطار"الواحد خايف يدوس على حاجة وهو ماشي.. ربنا يرحم اللي ماتوا حاجة مرعبة".

تظل المشاهد محفورة في أذهان محمود "انا دخلت جوة القطر ادور على ناس صاحية.. كل اللي خرجتهم كان عندهم بتر"، إذ لم يكن بيده سوى حمل من استطاع ووضعه بجانب القضبان.

في المقابل يحاول الشاب القاطن بقرية كفر الحصة، استعادة مشاهد الجدعنة كما يقول "الناس بقت تجيب بطاطين وتلف الناس والستاتتجيب مياه وتغسل وش الناس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان