في أثر المفقودين.. رحلة بحث أهالي عن ذويهم في حادث قطار طوخ
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:
تصوير- شروق غنيم:
بقلب مقبوض دخلت شاهندة إلى أبواب مستشفى بنها الجامعي، بعدما أخبروها بوجود بطاقة شخصية تحمل اسم شقيقها؛ أحمد محمد عيسى الكومي. كتمت السيدة المكلومة الدموع، تُفتش عينيها المُصابين، تتعثر خُطاها بينما تبحث عن تيشيرت أبيض ممزوج بالرصاصي الغامق، تتمنى أن تعثر عليه بعد تسع ساعات من فقدانه.
بشكل اعتبادي كان أحمد، صاحب السبعة وثلاثين عامًا، يستقل القطار من محطة رمسيس إلى منزله في بنها، قبل أن ينقلب القطار ومعه حال أسرته.
باءت محاولات شاهندة بالفشل لإيجاد شقيقها داخل أروقة المستشفى، عادت لباقي أسرتها المنتظرة أمام المكان لا تملك سوى الدموع "برضو ملقيتوش". قرابة عشر أشخاص من العائلة طافوا من عصر اليوم على مستشفيات عدة وفي مكان الحادث لكن دون جدوى.
تنهمر الدموع من عيون شاهندة، يواسيها الرجال المحيطون بها، تغمض عينيها خوفًا من تصوُر ما جرى بشقيقها، دقائق ويخبروها بضرورة المغادرة إلى مشفى أخر لعلهم يجدوه.
في مُحيط حادث قطار طوخ أنزل الليل سواده القاتم، صمت في الأجواء إلا من خطوات المسئولين لمتابعة مُجريات الحادث، كسره صريخ سيدة يلتوي قلبها وجعًا "دورنا في كل المستشفيات ومش لاقية أبويا.. عايزة أبويا".
في الظلام الموحش أخذت تجوب السيدة محمد إبراهيم برفقة أخرين من العائلة بحثًا عن شقيقها إبراهيم محمد إبراهيم "أخويا راجل كبير فوق الستين، كان جاي من رمسيس للبيت في القطر".
بميكروباص أبيض اللون تجوب الأسرة من مستشفى لأخرة "روحنا مستشفى قليوب، وطوخ والجامعة والتخصصي"، فيما جاءوا إلى موقع الحادث أكثر من مرة، وداخل المكان حاولت الأجهزة الأمنية السيطرة على صراخ اينة الرجل قبل نصيحتها بالتوجه إلى مستشفى كفر شكر، هرولت الأسرة إلى العربة "يارب نلاقيك يا أبويا".
لا تختلف التفاصيل من أسرة لأخرى، ذات الوجوم على الوجه، الصدمة تُلجم الألسنة، والانتظار هو الخيار الوحيد. أمام مستشفى بنها التخصصي وجد محمود ووالده وزوجه شقيقه مقعدًا مواجهًا للمكان، يجلسون بينما تتآكل قلوبهم وجعًا وخوفًا "قرايبي دخلوا جوة يدوروا على أخويا أحمد عبدالمجيد، مستنيينهم يخرجوا يقولوا لقوه ولا لاء".
ينطق محمود الكلمات بروية، ثم ما يلبث أن يبتعد عن أسرته ليبوح بما أثقل صدره "واحد على النت نزل بطاقة أخويا ضمن الوفيات بس مش قادر أقولهم وبنلف على المستشفيات على أمل نلاقيه".
صارت أمنية العائلة أن يجدوا الابن سواء حيًّا أو ميتًا "بس نارنا يبرد ونعرف". بالداخل لايزال البحث جاري عن شاب يبلغ من العمر 33 عامًا، مرتيدًا بنطال چينز وقميص برتقالي اللون.
لم تقوَ الزوجة على قمع دموعها، تتألم الشابة لخساراتها المتتالية "للأسف كان في طفل جاي في الطريق من فترة وأجهضت، خايف عليها من إنها خسرت ابنها وجوزها كمان". لذا يكتم محمود ما قرأه عن العائلة، ينتابه الارتباك قبل أن يغادر قائلًا "ما يمكن اللي قريته مش صح برضو".
فيديو قد يعجبك: