عبد العزيز وشقيقه ساعدا مصابي حادث قطار طوخ: «حلاوة نجاة أمي وأختي»
كتب وصور- عبدالله عويس:
«الحق.. أمك وأختك كانوا معايا في القطر بتاع الحادثة» على هذا الاتصال المفزع، والكلمات المرعبة، تلقى عبد العزيز عاطف، نبأ إصابة أمه وأخته في حادث «قطار طوخ»، والذي خرجت 4 عربات منه عن القضبان، ليهرع الشاب إلى المستشفى التي نقلت ذويه، وحين وصل إلى هناك واطمأن أنهما بخير، سارع إلى مساعدة المصابين الآخرين وذويهم.
كان عبد العزيز، والذي يدرس بالفرقة الثالثة في كلية الخدمة الاجتماعية، ينام في منزله بعزبة الحديدي، في مدينة الزقازيق، حين أتاه الخبر، باتصال من صديقة أخته والتي كانت معها حين وقع الحادث، لكن كلا منهما كان في عربة مختلفة، ولأن الشاب فقد والده منذ سنوات، وهو أكبر إخوته، اتجه سريعا إلى منزل خاله، ثم اصطحبه، ولحق بهما شقيق عبدالعزيز للذهاب إلى مستشفى بنها الجامعي، وحين وصلا إلى هناك أبصر شقيقته، وهي تخبره أنها بخير، لولا بضعة كدمات، غير أنها فجأة أخبرته «هي أمك فين؟».
كان ذلك الرعب الثاني الذي مر به الشاب، ظن أن أمه قد حصل لها مكروه، ليتبين له فيما بعد أنها كانت بقسم الأشعة، لإجرائها، مع بضعة فحوصات أخرى، وحين اطمأن لصحتها، قرر وشقيقه أحمد أن يساعدا كافة المصابين، بأشكال مختلفة: «بقينا نشيلهم من تحت ونطلعهم الأدوار اللي هيتعملهم فيها رعاية، وطبعا الموضوع كان مرهق، بس حسيت دي حلاوة صحة أمي وأختي» يحكي الشاب الذي قضى ساعات طوال في ذلك العمل، يشتري احتياجات المصابين، ويساعد ذويهم على حملهم، وتفقدهم إن احتاجوا لشيء.
«يعتبر أمي وأختي مفيهومش حاجة غير شوية كدمات، فده خير وبركة» يحكي الشاب فرحا، قبل أن تتبدل فرحته بأسى، فثمة 11 قتيلا في ذلك الحادث، ومؤكد أن 11 أسرة تعيش الآن في حالة كرب عظيمة: «صعبانين علي جدا، موقف كله حزن» قالها وهو يحمل بعض الطعام لنقله للمرضى، ثم يوصى أخيه بالذهاب إلى عنبر معين لإطعام من فيه، ومعرفة ما إذا كان أحدهم يرغب في أمر ما.
لدى أحمد، شقيق عبد العزيز 17 سنة، يدرس في الثانوية الأزهرية، وحين كان رفقة شقيقه للمستشفى، كادا يتعرضان لحادث يودي بحياتهما، فمع سرعتهما وقيادة دراجة بخارية، انزلقا إلى الرمل، وكاد يطيح بهما على الطريق السريع: «بس الحمد لله ربنا ستر ووصلنا على خير، واطمنا على أهلنا وساعدنا الباقيين».
وكان القطار 994 سياحي، والمتجه من القاهرة إلى المنصورة، قد سقطت 4 عربات منه، في تمام الساعة الثانية ظهر الأحد، عند مدخل محطة سندهور، ونقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفيات، كانت بنها الجامعي أحدها، حيث التقى عبد العزيز وشقيقه أمهما وأختهما.
فيديو قد يعجبك: