فندق سيسيل ومحطة الرمل.. مهندس يوثق الإسكندرية على "كروت بوستال"

كتبت-هبة خميس:

حينما بدأ المهندس "محمد جوهر" في رسالة الماجستير عام 2010 عن التاريخ الاجتماعي للمباني، بدأ يتحرك بين شوارع مدينته الإسكندرية، يرسم المباني ويتحدث مع الناس، و في عام 2013 بدأ مشروعه "وصف الإسكندرية"، الذي كان يهدف من خلاله لتوثيق التراث المادي والغير مادي للمدينة، ويُعرّف جوهر المفهومين "التراث المادي هو المبنى نفسه، بقوم برسمه وبكتب عنه"، أما التراث غير المادي فهو الغير ملموس "هو تراث الناس اللي عايشة في المباني دي، حكاياتهم وعاداتهم ونمط حياتهم وعلاقتهم بالمبنى نفسه".

خرج المشروع على شكل مطبوعة غير دورية وغير منتظمة، لكنه لم يكتمل بسبب عدم وجود دعم مادي مناسب وندرة الوقت والمجهود الذي يحتاجه المشروع ،لكن جوهر مازال يمشي في مسار آخر.

ضمن هدفه للتوعية بالتراث السكندري عمل "جوهر" على مشروع للمصغرات، و هي رسومات صغيرة على الورق لعلامات المدينة الشهيرة مثل فندق سيسل وميدان محطة الرمل وتمثال سعد زغلول "كنت حابب أعمل حاجة يكون سهل وصولها للناس في كذا شكل منها كروت البوستال تكون 3D و يكون منتج رخيص أي شخص يقدر يقتنيه على عكس اللوحات أو الماكيتات "، المباني في الرسم تقع في حدود 4 سنتيمتر، ولا تستهلك الكثير من الوقت والمجهود منه للعمل عليها، وكل مراحل انتاج الكارت تتم على يد "جوهر"، بداية من الرسم والطباعة لإخراج المنتج نفسه.

طوال الوقت يشعر "جوهر" بعدم وجود منتج يعبر عن مدينة الإسكندرية يحمله المسافر معه أو المغترب عن المدينة على عكس مدينة القاهرة الممتلئة بالمصممين المبتكرين. فطوال الوقت يجد منتجات مثل الميداليات و الصور والحقائب والمطبوعات الكثيرة.

عقب نشر الصور عن المنتج الذي سيكون جاهزََا خلال فترة قصيرة، عبر الناس للمهندس عن إعجابهم بالفكرة وترحيبهم الشديد بها "المنتج مش هيكون كروت بوسال بس، لكن هو قاعدة لأكتر من منتج كل مراحل تصنيعه هنفذها لوحدي وطرحت فعلاً أول مجموعة منه، لكن لسة مبدأتش التوزيع".

تحت كل مبنى سيقوم "جوهر" برسمه وطباعته سيتم كتابة نبذة بسيطة عن المبنى، معلومات تمثل إضافة جيدة للمنتج الذي هدفه الأساسي هو التوعية بتراث يضيع منا دون أن نعي ذلك.