لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مقرئون حول العالم (1)- مصطفى الأفغاني يسعى لتهدئة قلوب الناس بالقرآن

01:38 م الأحد 25 أبريل 2021

القاريء مصطفى بن رجب من أفغانستان

كتب- محمد مهدي وإشراق أحمد:

منذ طفولته يلجأ "مصطفى بن رجب علي" إلى القرآن الكريم حتى يطمئن قلبه، يجد راحته في الإمساك بالمصحف الكريم وتلاوة السور القرآنية، يبتعد بتلك الخطوات عن ضجيج الحوادث الإرهابية التي لا تتوقف في مسقط رأسه بمحافظة هرات غربي أفغانستان، لذلك اختار مبكرا السير في هذا الطريق المُحبب إلى روح "القرآن كتاب إلهي يمنح كل مسلم السكينة، دفعني ذلك في الصغر للمشاركة بحلقات وتجمعات التلاوة داخل مدينتي".

كان بن رجب قد شارك في فرع الصوت الحسن بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، خلال الدورة الرابعة التي سُميت هذا العام باسم الشيخ محمود خليل الحصري، وتلقى العديد من الإشادات من لجان التحكيم والقائمين على الفعالية الدينية الكبيرة التي شارك فيها العشرات من المقرئين حول العالم.

تربى بن رجب في أفغانستان وسط أسرة مُحبة للقرآن الكريم "عائلتي ساعدتني كثيرا في الحفظ والتلاوة" تلقى الآيات الأولى على يد المدرسين الأفغان داخل مدرسته في هرات "التحقت بدورات دينية بجانب دروس تفسير القرآن وقواعد اللغة" ينطلق إليها بصورة يومية على مدار سنوات فيما يتولى الوالدان مهمة المراجعة والدعم ودفعه لمزيد من التقدم في الحفظ والتلاوة بجانب ولعه الشديد بالمسألة في سن مبكر.

عبر المذياع أو الوسائل المختلفة كان الطفل الصغير يجلس منصتا لساعات إلى كبار المقرئين من أفغانستان وباقي دول العالم بجانب محاولة تقليدهم أمام عائلته أو أبناء مدينته وهو ما ساعد على شهرته بينهم خاصة مع صوته المميز وقدرته الفائقة على الوصول إلى أصوات الشيوخ المشاهير "قلدت وأنا طفل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وهو يقرأ سورة الشمس والضحى وغيرها من السور الصغيرة".

للشيوخ المصريين مكانة كبيرة لدى بن رجب نظرا لشهرتهم الواسعة في أفغانستان، ومع مرور الوقت بات يستمع إلى المزيد من الأسماء اللامعة التي تصل إليهم عبر إذاعة القرآن الكريم من القاهرة "استمع إليهم كثيرا، مثل الأساتذة راغب مصطفى غلوش ومحمد الليثي ومصطفى إسماعيل وتلاوات الشيخ المفضل لدي شحات محمد أنور، الذي عرفته عندما بلغت الـ 15 عاما واستخدمت طريقته كثيرا في تلاوة القرآن الكريم".

صورة 1

ورغم إجادة الشاب العشريني للتلاوة وصوته الجميل الذي يشهد له الجميع في منطقة هرات لكنه لم يحصل على فرصة كافية وكاملة لقراءة القرآن الكريم داخل تجمعات كبيرة سواء كانت مناسبات دينية أو في المساجد أو الشوارع "في بلادي لا يستطيع الناس إقامة محافل كبرى بسبب المشاكل الأمنية وكذلك الاقتصادية" كانت الأمور غير ملائمة له لممارسة أحب الأشياء إلى نفسه، وبدا واضحا ضرورة الاتجاه إلى مكان آخر للحصول على مساحة حقيقية للتلاوة.

قبل 3 سنوات اتخذ بن رجب قراره بضرورة المجيء إلى مصر من أجل الدراسة في جامعة الأزهر الشريف وفي الوقت نفسه إصقال موهبته في حفظ القرآن الكريم وتلاوته "الآن أنا طالب في كلية الشريعة والقانون، وأعيش في القاهرة من وقتها" قدم إلى المحروسة وداخله أحلام عريضة وآمال واسعة في الوصول إلى مكانة مرموقة بعالم التلاوة لذلك يبذل أقصى ما لديه لإثبات نفسه قدر المستطاع،

بعد قدومه إلى القاهرة شارك بن رجب في العديد من المسابقات القرآنية وخلال الفترة الأخيرة حصد المركز الثاني في قسم الابتهال والأناشيد الدينية داخل الاختبارات التي جرى تنظيمها للطلاب الوافدين على مصر قبل أن يجد نفسه مشاركا بمسابقة بورسعيد الدولية "تجربة كبيرة ويسعدني أن أحظى بشرف التواجد فيها، والحصول على مركز في ختام المسابقة" وسط إشادة كبيرة بما قدمه خلال المسابقة.

ولا يمر شهر رمضان الكريم دون أن يضع الشاب الأفغاني بصمة صوته من خلال تلاوة القرآن الكريم من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أو بعض التجمعات المسموح بها نظرا لتفشي فيروس كورونا المستجد، فيما يرى أن السير بطريق القرآن تجربة ليست بالسهلة "لكن من كان لديه اهتمام حقيقي بالأمر لن يتعب أبدا وسينجح في هذا المجال".

ويملك بن رجب طموح لا ينتهي في دنيا القرآن الكريم، يتمنى أن يتحول ذات يوم إلى "قاريء رائع قادر على تهدئة أرواح عشاق القرآن في العالم من خلال التلاوة، حتى أتمكن من الوصول إلى السلام بهذه الطريقة، وهذا شرف كبير لي ولعائلتي" وأن يعود إلى بلاده من جديد للتلاوة في الأوساط والتجمعات القرآنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان