في أسوان.. فنان جرافيتي يرسم البيت النوبي على "كشك كهرباء"

كتبت-رنا الجميعي:

قبل سبعة أشهر كان يوسف ركابي يرسم لوحات فنية ويُشارك بالمعارض، لكنه أدرك أنه يحتاج الاحتكاك بالناس أكثر، فاتجه لفن الجرافيتي الذي يحتاجه الشارع في أسوان "الفن لازم يعبر عن الناس ويسبب لهم السعادة ويعبر عن مشاكلهم بردو"، لذا اشترك في مبادرة تطوعية دشّنتها الوحدة المحلية بأسوان للرسم على جُدران المدينة، وفي اليوم الأول من رمضان كان قد انتهى من رسم بيت نوبي على أحد أكشاك الكهرباء بكورنيش النيل.

تم الإعلان عن المبادرة في فبراير الماضي، وكان ركابي واحدًا ممن تطوعوا فيها، وفكّر فيما يُمكن رسمه، واستشار الكثيرين عن رأيهم في موضوع الجرافيتي "ولقيت فيه إجماع على التراث النوبي"، كما طالبه البعض بالتعبير عن مُشكلات مثل وباء الكورونا ومشكلة المخدرات "وفي المستقبل ناوي أرسم عن المشاكل دي".

وقبل بداية رمضان بدأ يوسف في التفكير فيما يمكن أن يُعبّر عن التراث النوبي، واستقر على رسم البيت النوبي، وحاول الشاب تقديم شكل مُختلف للبيت النوبي عن طريق تصويره ثلاثي الأبعاد، أي بالخداع البصري، فقد رسم أسرة نوبية تجلس لشُرب الشاي، وبجانبهم تقف فتاة بظهرها عند الشباك، ويرى المار من الناحية الأخرى وجهها مُبتسمة.

على كورنيش النيل وقف ركابي يرسم البيت النوبي، فيما مرّ به عدد من المارة، فاجئت ردود أفعالهم فنان الجرافيتي "فيه ناس شكرتني وادتني عصاير وحلويات"، فقد كان ركابي يرسم في أوقات شديدة الحرارة في أسوان، كما استوقفه أحد الأجانب للتصوير معه "صورة وفيديو"، شعر رُكابي بالبهجة التي أحسّ بها الناس ما جعله يتأكد من قيمة ما يفعله، وهو ما أنساه تعب الوقوف وحرارة الجوّ.

ردود الفعل تلك ألهبت مشاعر ركابي بالحماس، وشجّعته على الاستمرار في فن الجرافيتي، الذي يرى أنه فن محدود في أسوان، ويحتاج للتنوع أكثر.

يعمل ركابي بالأساس كمصمم جرافيك، كما أنه يعمل في فن النحت، وموهبته الفنية تلك سيستغلها أحسن استغلال الفترة القادمة "حابب أعمل مبادرات ضخمة في أسوان، وأعمل جداريات كبيرة"، لا يقتصر طموح ركابي البالغ من العمر السابعة والعشرين عند ذلك "أنا طموحي أكون فنان جرافيتي عالمي".