بالصور- كواليس فحص المومياوات بالأشعة المقطعية قبل الموكب الملكي
كتب- محمد مهدي:
دقائق تفصل العالم عن رؤية موكب ملوك الفراعنة خلال نقلهم من المتحف المصري بميدان التحرير إلى مدينة الفسطاط، لكن سحر سليم، عضو اللجنة العلمية لسيناريو العرض في متحف الحضارة وأستاذة الأشعة التشخيصية بكلية الطب جامعة القاهرة، اقتربت من تلك المومياوات لفترات طويلة بحكم عملها في إجراء الأشعة المقطعية على أجسادها في الآونة الماضية.
وشاركت سليم في فحص عشرات المومياوات الملكية منذ انضمامها في عام 2005 إلى المشروع الذي أسسه عالم الآثار زاهي حواس لهذا الغرض، وبات عليها إتمام الأشعة المقطعية على الملوك والملكات الذي تم اختيارهم لوضعهم في قاعة مخصصة بالمتحف القومي للحضارة المصرية "قمنا بفحصها على مرحلتين، وهي خطوة هامة لتوثيق تاريخ كل ملك وملكة، ومعرفة أكبر قدر من المعلومات عنهم".
تجربة الأشعة المقطعية ضرروية أيضا لفريق الترميم، وفقا لأستاذة الأشعة التشخيصية بكلية طب القاهرة "يساعد على معرفة نقاط القوة والضعف لكل مومياء قبل البدء في عمليات الترميم فضلا عن تحديد الطريقة المثلى للتغليف والتحضيرات الخاصة بنقل المومياوات"، وساهمت تلك العملية في وضع تصميم ملائم للعربات المشاركة في الموكب، لذلك كان من الضروري خضوعها جميعا إلى الفحص قبل البدء في تدعيمها من قِبل المرممين.
خلال السنوات السابقة عُرضت المومياوات بطريقة اعتيادية، لكن الأشعة المقطعية تساهم في إضافة المزيد من المتعة لزوار قاعة ملوك الفراعنة في متحف الحضارة "سيتمكن الزائر من الاطلاع على تاريخ المومياء وعمر الملك والأمراض التي عانى منها في حياته وطريقة التحنيط التي جرت له، فضلا عن بعض الصور لتلك المومياوات"، كأنها رحلة شيقة إلى عصر القدماء المصريين.
عند شروع أستاذة الأشعة التشخيصية بكلية طب القاهرة في فحص المومياوات الملكية القابعة في المتحف المصري وعددها 22 تنتمي إلى الأسرة 17 و18 و19 و20، ظهرت مفاجآت عدة "أغلب المومياوات بدت بحالة جيدة مثل رمسيس الثاني ورمسيس الثالث وسيتي الأول، وأخرى بها تلف شديد مثل مومياء رمسيس السادس، عانت من تقطيعها لأجزاء عديدة".
ورجحت الباحثة في عدد من الدراسات الخاصة بـالمومياوات الملكية، أن الحالة الصعبة التي ظهرت بها مومياء رمسيس السادس نتيجة لتعرضها إلى النبش ومحاولات السرقة التي جرت في أزمنة قديمة تعود إلا آلاف السنين "لأن المومياوات الملكية تمت في أعظم فترة للحضارة المصرية، ونُفذت عملية التحنيط المكلفة بأفضل طريقة وبمستوى عالي".
وبعد تسليم التقارير الخاصة بجميع المومياوات لفريق الترميم، استغرق الجميع في عمليات الدعم الفني للملوك والملكات قبل تجهيزهم للانتقال إلى مكانهم الجديد بمتحف الحضارة بمنطقة الفسطاس، لكن تم استدعاء أستاذة الأشعة التشخيصية بكلية طب القاهرة لإعادة فحص مومياوان مرة ثانية. "هما رمسيس السادس والملك سبتاح، لأن كل مومياء منهما احتاجت إلى عناية خاصة والتأكد من حالتها الجيدة وجرى بالفعل الاطمئنان على وضعهما بعد عمليات الترميم".
بعد جهود دامت لفترات طويلة، اليوم تلتقط سحر أنفاسها، بينما تتابع بفخر موكب نقل المومياوات الملكية، تُرسل نظرات حانية إلى الملوك والملكات التي رافقتهم لشهور عديدة في عمليات الفحص بالأشعة المقطعية والتبحر في البحث عن أدق تفاصيل حياتهم، فيما تنتظر زيارة قريبة لهم في بيتهم الجديد بمتحف الحضارة.
فيديو قد يعجبك: